المربى هو طبخة تتألف من ثمار الفاكهة مع السكر والماء القليل، وهذه الطريقة تمكن من حفظ الفاكهة والاستفادة منها طوال أشهر. وصنع المربى ليس جديداً، فهو معروف منذ القدم، أي منذ ان عرف الإنسان النار، ولاحظ ان طبخ الفواكه طويلاً يحفظها من التلف والفساد، وكل ما فعلته الحضارة الحديثة انها أوجدت أساليب التفنن في تحضيره وتلوينه وتقديمه. وخليط الفاكهة مع السكر يجعل المربى غذاء ذا قيمة كبرى لما تحتوي عليه من خصائص ومزايا صحية وشفائية، منها: - المربى غني بالطاقة، فوجود السكر الطبيعي في الفاكهة إضافة الى السكر الصناعي، يعزز عدد السعرات الحرارية، فمئة غرام من المربى تعطي من 250 الى 350 سعرة حرارية، وهي كمية معتبرة، لذا يجب على المصابين بالداء السكري والبدناء ومنفذي أنظمة التخسيس ان يحسبوا حساب المربى عند إضافته الى وجباتهم. في المقابل، المربى مفيد للأصحاء من البالغين والرياضيين والأطفال والمسنين والناقهين والعمال الذي يقومون بأعمال مرهقة والحوامل والنحفاء ومرضى فقر الدم، لأنه يبعث الشهية ويسهل الهضم ويزود الجسم بالطاقة الفورية التي يحتاجها لتشغيل آلته. ان دهن الخبز بالزيت وفرش طبقة من المربى عليه الى جانب بعض الحليب والبيض يقدم وجبة فطور جيدة مفعمة بالعناصر الغذائية المهمة من السكريات السريعة والبطيئة الامتصاص والبروتينات التي تمكن من بدء النهار بنشاط. - ان المربيات تحتوي في شكل عام على معظم الفيتامينات والأملاح المعدنية المتوافرة في الفواكه الأصل، خصوصاً معدن البوتاسيوم والكلس ونسبة لا بأس بها من فيتامينات المجموعة ب، أما الفيتامين ث فيدمر بفعل حرارة الطبخ. على أي حال يمكن القول ان المربى يحتوي على مكونات لها صيتها الحسن على الصحة، ويوصى به لمرضى القلب وارتفاع الضغط الشرياني والكبد والصفراء وغيرها من الأمراض، وتكفي في هذه الحال بضع ملاعق للغذاء والشفاء. - ينفع المربى في الوقاية من السرطان، بحسب دراسة حديثة لباحثين من معهد أبحاث الطعام في لندن، أما السر فيعود الى مادة البكتين الموجودة في المربى، وهي عبارة عن ألياف طبيعية توجد في كل الخضروات والفواكه. وقد بينت دراسات أهمية هذه المادة في الوقاية من سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتة، ولكن الباحثين ينصحون بالحرص على تناول الخضروات والفواكه الطازجة، لأن المربى يعج بالسكر. وكي يكون المربى ممتازاً من الناحية الغذائية والصحية يجب ان تتوافر فيه الشروط الآتية: 1- ان يصنع من فواكه طازجة تقطف في موسمها وفي أوانها لأنها تملك قيمة غذائية عالية وتحتوي على نسبة عالية من مادة البكتين المفيدة التي تتحول بالطبخ الى مادة هلامية هي المسؤولة عن تماسك مزيج المربى. ولا يجوز استعمال فواكه فجة غير ناضجة لأن السكريات الموجودة فيها لا تذوب في الماء، كما لا يجوز استخدام فواكه شديدة النضج أو أصابها العفن. 2- يجب ان يكون مقدار السكر المضاف معقولاً، فالمبالغة فيه تؤدي الى تشكل بلورات سكرية تفسد المربى طعماً وشكلاً ومضموناً. في المقابل لا يجب التقليل من مقدار السكر لأنه يؤدي الى فساد المربى وتحويل طعمه الى حامضي مثير للقرف. طبعاً يجب الأخذ في الاعتبار كمية السكر الموجودة في الفاكهة، فهناك فواكه أغنى من غيرها بالسكر مثل الإجاص والعنب وفي هذه الحال يضاف السكر بكميات أقل. 3- يجب ان يكون الوعاء الذي يحفظ فيه المربى معقماً في شكل جيد، ويفضل ان يكون من النوع الزجاجي، ويجرى تعقيم العبوة بوضعها في فرن تبلغ درجة حرارته 170 درجة مئوية لمدة سبع دقائق، ومن ثم تبرد. 4- إن المربى الذي تظهر على سطحه طبقة من العفن يجب رميه في سلة المهملات فوراً، ولا يكفي هنا كشط سطح المربى للتخلص من الخطر لأن السموم المتكونة في العفن تعبر الى العمق.