إن الأمونيا هي ناتج ثانوي لاستقلاب البروتين، كما ان الجراثيم القاطنة في الأمعاء الغليظة تسهم في انتاج بعض الأمونيا من تغذيتها على المواد الآزوتية. وتتحول الأمونيا في شكل طبيعي في الكبد الى مركب البولة الذي يذهب الى الكلية التي تتولى التخلص منه عبر البول، وفي حال كان الكبد عاجزاً عن القيام بعمله، أو عند تبدّل الجريان الدموي الكبدي فإنه لا يمكن التخلص من الأمونيا فيرتفع مستواها في الدم، وفي حال إثبات ذلك مخبرياً فإنه يفيد في تشخيص اعتلال الدماغ الكبدي أو السبات الكبدي. لا يحتاج قياس الأمونيا في الدم الى الصيام، وتبلغ القيمة العادية للأمونيا في الدم عند البالغين من 15 الى 110 ميكروغرامات في الديسيليتر الواحد، أما لدى الكبار فتتراوح بين 40 و80 ميكروغراماً في كل ديسيليتر، وعند حديثي الولادة بين90 و150 ميكروغراماً في كل ديسيليتر. وتقل قيمة الأمونيا في الدم في حال الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني الأساسي والخبيث، وعند تناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية الواسعة الطيف وأملاح البوتاسيوم، وتقل أيضاً عند المجاعة أو بعد اعتماد التغذية من طريق الوريد التي لا تحتوي على مواد بروتينية. في المقابل، ترتفع قيمة الأمونيا في الدم في الأحوال الآتية: - أمراض الكبد البدئية. - مرض القصور الكلوي. - قصور القلب الشديد المترافق مع ضخامة كبد احتقانية. - انحلال الدم الولادي. - السبات الكبدي. - اعتلال الكبد الدماغي. - انتفاخ الرئة. - تناول بعض الأدوية مثل الباربيتورات، والمدرات وغيرها. إن عدم قدرة الكبد على تحويل الأمونيا الى البولة يؤدي الى ارتفاعها في الدم، الأمر الذي يؤثر في الخلايا الدماغية، إذ يعرّضها للضرر والتلف، وهذا يسبب الغيبوبة الكبدية التي تسمى طبياً اعتلال الدماغ الكبدي. والغيبوبة الكبدية تظهر على مراحل: المرحلة الأولى، وفيها يكون المريض في حال طبيعية من الوعي ولكنه يعاني اضطرابات في النوم والخمول والرعشة في اليدين وضعف القوة العضلية مع بطء في الحركة. يكون تخطيط الدماغ عادياً في هذه المرحلة. المرحلة الثانية، تظهر هنا تبدلات في المزاج مع نوبات من النعاس والهيجان والرعشة في اليدين، وخروج رائحة نوعية من فم المريض، أما التخطيط الدماغي فتبدو فيه بعض التغيرات. المرحلة الثالثة، وهنا تتدهور حال المصاب، وتشتد حدة العوارض، ويصاب المريض بالخمول والكسل. وتبدو في وضوح الاضطرابات العقلية مثل علامات الاستغراب، والكلام غير المترابط، وظهور التشنج في الأطراف عند الفحص، وفي تخطيط الدماغ تظهر تبدلات واضحة. المرحلة الرابعة، وهنا يدخل المريض في عالم الغيبوبة التامة، وتغيب ردود الفعل العصبية وتُرصد في تخطيط الدماغ تغيرات ملموسة.