كلمة واحدة تفصل بين الصراحة والوقاحة عند تلك الكلمة يبدأ كلام الممثل الأسترالي رسل كرو، فالنجم ابن ال46 عاماً عرف بعصبيته وعلاقته المضطربة بالإعلام، إلا أن موهبته الفنية العالية اسهمت في وضع اسمه في قائمة نجوم هوليوود الأبرز. ولد كرو في نيوزلندا وانتقل برفقة والديه وجده إلى أستراليا وهو في سن الرابعة، إذ عمل والده كمدير لأحد الفنادق المشهورة في سيدني بينما أنشأ جده شركة صغيرة تشرف على وجبات الطعام التي تقدم في مواقع تصوير الأفلام، وهنا بدأت علاقة كرو بالكاميرات إذ حصل وهو في سن الخامسة على دور صغير في أحد المسلسلات الأسترالية تضمن سطراً واحداً من الحوار، وجاء ترشيحه للدور بناء على علاقة جده بالمخرج، وعلى رغم العلاقات السينمائية الجيدة التي تربط عائلته بأسماء بارزة في الوسط الفني إلا أن هوس رسل الكبير بالخيول منذ طفولته صرفه عن كل شيء آخر، إلى اليوم يقول كرو في حديث صحافي: «الخيول تشبه البشر كثيراً والعلاقة التي تربطني بالخيول من الصعب تجاهلها». في سن ال14 عادت عائلة كرو إلى نيوزلندا ليكمل برفقة أشقائه مراحل الدراسة المتوسطة هناك لكنه بعد عامين قرر تجاهل التعليم بحثاً عن نجاح فني من خلال الغناء، لم تفشل خطوته إذ شارك في عدد من الحفلات الغنائية الجماعية كمطرب للروك لكنه لم يحقق أحلامه. في سن ال21 عاد كرو وحيداً إلى أستراليا أملاً في تحقيق فرصة سينمائية، وأثناء مشاركته في عرض مسرحي قرر كرو العودة إلى مقاعد الدراسة من خلال معهد فنون الدراما الأسترالي لكنه مدير المعهد الذي كان أحد حضور مسرحيته أثناه عن تلك الخطوة إذ يقول كرو عن ذلك اليوم: «فكرت جدياً في احتراف الفن مدير المعهد قال لي بالنص ستمضي ثلاثة أعوام من حياتك لتعلم مهارات تجيدها أنت اليوم أفضل من ما يجيدها جميع خريجي معهدنا». في العام 1994 كان كرو يلعب بطولة مسلسل تلفزيوني استرالي بعنوان «بعضنا» المسلسل حقق نجاحاً كبيراً وعرضته عدد من شبكات التلفزيون الأوروبية العمل الذي لفت الأنظار إلى موهبة النجم الشاب كان المدخل الحقيقي له إلى هوليوود إذ شارك في العام 1995 بجوار دينزل واشنطن في بطولة فيلم «براعة فنية» قبل أن يشارك الممثلة شارلون ستون في بطولة «السريع والمميت» لكن نجومية كرو لم تتحق قبل فيلم «خصوصية لوس أنجوليس» الذي شارك في بطولته إلى جوار عدد من النجوم في مقدمهم كيفن سبيسي، بعد هذه المشاركة سجل النجم الإسترالي نفسه كعلامة مميزة بين الأسماء الكبيرة في هوليوود ليقوده هذا النجاح للعب دور البطولة الأهم في مسيرته الفنية من خلال فيلم «الجلاد» الذي نجح في تحقيق عوائد مادية كبيرة قبل أن يرشح لثلاث جوائز أوسكار حصل كرو على أهمها كالنجم السينمائي الأفضل للعام 2000. على رغم النجاحات الفنية الكبيرة التي تحققت لكرو طوال مسيرته الفنية إلا أن حضوره من خلال الأحاديث الإعلامية كان نادراً ما يأتي مرتبطاً بأعماله، إذ يشكل عجزه عن التحكم بأعصابه وردات فعله العدوانية كمحور رئيسي للأحاديث الإعلامية المرتبطة به، في رد لسؤال أحد الصحافيين حول مصاعب المهنة قال كرو: «التمثيل أمر ممتع وأنا أجيده لكن ما يشكل معانتي الحقيقة هو أسئلة الصحافيين المتكررة انه أمر غبي ومستفز»، على هذا الوزن يأتي تعامل كرو مع الصحافيين وعلى عكس الكثير من نجوم هولييود اعتدى كرو في أكثر من مرة على المصورين إذ رفع مصورين دعوى قضائية ضده في العام 2002 بعد أن تعدى عليهم بالضرب المبرح أمام عدد من الشهود، وفي العام 2005 ألقت شرطة مدينة نيويورك القبض على كرو بعد أن تقدم أحد موظفين فندق «مركيور» بشكوى ضده إثر قيامه بضربه بجهاز الهاتف بعد خلاف بينهما على حول عطل في جهاز الهاتف الموجود في غرفة كرو الذي اتهم بالاعتداء من الدرجة الرابعة بسلاح (جهاز الهاتف) أطلق سراحه بعد دفعه لتعويضات زاد مجموعها عن ال100 ألف دولار وتحت شروط لم يتم الإعلان عنها، وصف كرو الحادثة بأنها واحدة من أكثر من المواقف المخجلة التي أقدم عليها في حياته المهنية على رغم كثرتها. الإعلام بأوراقه لا يصنع النجوم وحدها الموهبة تفعل ذلك، ربما تكون هذه العبارة الدرس الأهم المستفاد من حياة النجم الاسترالي فالخيار لو ترك للإعلام الأميركي لقرر إعلاميون القضاء على مسيرة رسل كرو في وقت مبكرة لكن كرو فرض حضوره على رغم عن كل عيوبه وعلاقاته السيئة من خلال القيمة الفنية العالية التي يفرضها حضوره والاختيار الموفق للنصوص، واليوم يأتي اسم كرو كواحد من أبرز النجوم الذي يتفق المخرجون كافة على حاجتهم له.