وجه خبراء تربويون ومعلمون تحذيراً مسبقاً إلى وزير التعليم أحمد العيسى في شأن اتجاه وزارته إلى الاستغناء عن الكتاب المدرسي في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، معتبرين أن حصول هذا الأمر «خطأ فادح»، مشيرين في حديثهم إلى «الحياة» إلى أن دول العالم لم تستغنِ عن الكتاب المدرسي في جميع مدارسها. واعتبر نائب وزير التعليم لشؤون البنين سابقاً الدكتور حمد آل الشيخ أن تصريح وزير التعليم بالاستغناء عن الكتاب المدرسي «غير منطقي». وقال: «في حال إلغاء الكتاب سيرتكب خطأ فادحاً في ضياع العملية التعليمية»، مشيراً إلى أن «دول العالم لم تستطع الاستغناء عن الكتاب المدرسي». وأضاف: «استغنت ولاية لوس آنجليس الأميركية في إحدى السنوات عن الكتاب المدرسي، وصرفت 1.5 بليون دولار في التقنية، وبعد عامين اكتشفوا أنهم ارتكبوا خطأ بإلغاء الكتاب، فتراجعوا وأعادوا طبع الكتاب»، موضحاً أن «الخسارة ليست في المبالغ المالية، بل في خسارة تحصيل الطلاب العلمية»، لافتاً إلى أن «الاعتماد على التقنية وإلغاء الكتاب المدرسي له أضرار صحية، مثل أضرار العيون، وإصابات الرقبة، وتشتيت الانتباه لديهم». وطالب آل الشيخ وزير التعليم ب«التراجع عن اتخاذ مثل هذا القرار، الذي سيدمر الطلاب والطالبات علمياً». وكان وكيل الوزارة للمناهج والبرامج التربوية الدكتور محمد الحارثي غرد عبر حسابه في «تويتر» قائلاً: «إن التحول نحو التعليم الرقمي لا يعني أن الطلاب لن يتدربوا على الكتاب والقلم، لكنه يعني إتاحة الوصول إلى محتوى تفاعلي ثري يعزز الفهم والتعليم». وفي حين فسر هذه التغريدة بأنها تشير إلى تضارب بين الوزير والوكيل في شأن إلغاء الكتاب المدرسي خلال السنوات المقبلة، شن مغردون في مواقع التواصل الاجتماعي حملات ضد وزير التعليم، قائلين إن تصريحاته «لم تكن في محلها». واعتبروا إلغاء الكتاب «يهدم العملية التعليمية». كما هاجم معلمون وتربويون وزير التعليم عندما أعلن أخيراً إيقاف طباعة الكتب الدراسية بعد سنتين أو ثلاث سنوات، خلال توقيعه اتفاق مشروع التحول نحو التعليم الرقمي. يذكر أن وزير التعليم وقع أخيراً اتفاق مشروع التحول نحو التعليم الرقمي مع شركة «تطوير» لتقنيات التعليم، لدعم تقدم الطالب والمعلم، وقال الوزير بعد التوقيع: «نتوقع أن تتوقف وزارة التعليم عن طباعة الكتب والمقررات الدراسية بعد عامين أو ثلاثة، وسيتم تطبيق المشروع خلال السنة الأولى على 150 مدرسة، والسنة الثانية على 1500، والسنة الثالثة على جميع مدارس المملكة، وتم تخصيص 1.6 بليون ريال لجميع مراحل المشروع خلال السنوات الثلاث المقبلة». أكاديمي: الأجهزة الإلكترونية مساعدة.. وثقل الحقيبة ليس حجة أكد الأستاذ في كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور بدر العتيبي أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسي مهما كانت الأسباب. وقال العتيبي ل«الحياة»: إن «جميع الأجهزة والتقنية الحديثة تعتبر معينة للكتاب المدرسي في شكل عام، ولا يمكن الاستغناء عن الكتاب والقلم»، مشيراً إلى أن ما يثيره وزير التعليم أحمد العيسى والأهالي وأولياء أمور الطلاب حول ثقل الحقائب وأنها أتعبت الطلاب بسبب وزنها الكبير «ليس حجة لإلغاء الكتاب». وأوضح أن هناك «حلولاً كثيرة بديلة يمكن أن تقلص ثقل الحقيبة المدرسية على الطلاب والطالب». ورأى العتيبي أن «إلغاء الكتب يسبب ضعفاً كبيراً لدى الطلاب والطالبات في القراءة والكتابة»، لافتاً إلى أن «التقويم المستمر للمرحلة الابتدائية يظهر أن مخرجاته ضعيفة جداً لعدم إتقان الكتابة والقراءة، وكذلك هناك معاناة لدى بعض الطلاب في الجامعة بسبب ضعف قراءتهم وكتابتهم الخط العربي، ما يدل على ضعف في تلقين الطلاب والطالبات التعليم الصحيح».