نيويورك، ابيدجان، جوهانسبورغ - ا ف ب، رويترز - أعلن مجلس الأمن مساء الاربعاء دعمه للحسن وترة كرئيس منتخب لساحل العاج. وفي تحذير واضح الى الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو «دان اعضاء مجلس الامن وبأقسى العبارات الممكنة، كل جهد يبذل لإطاحة ارادة الشعب». ولوَّح اعضاء مجلس الامن ال15 بعقوبات ضد اي كان يهدد عملية السلام في ساحل العاج. واستعمل مجلس الامن صيغة ديبلوماسية دقيقة جداً كي يرضي تحفظات روسيا. وتقضي هذه الصيغة ولو بشكل غير علني، الاعتراف بوترة كرئيس منتخب لساحل العاج. وشكرت فرنسا، التي قال ديبلوماسيون إنها سعت الى جعل مجلس الامن يعترف بفوز وترة، روسيا على مساهمتها في ذلك واستبعدت في الوقت الراهن اللجوء الى التهديد بعقوبات. واعلن قصر الإليزيه في بيان ان الرئيس نيكولا ساركوزي «أعرب عن ارتياحه لإعلان مجلس الامن بالإجماع الدعوة الى احترام نتيجة انتخاب الحسن وترة رئيساً لساحل العاج». كما شكر نظيره ديمتري مدفيديف على «مساعدة روسيا لاتخاذ هذا القرار المهم»، موضحاً ان الرئيسين أجريا محادثة هاتفية مساء الأربعاء. وكانت روسيا عرقلت منذ الجمعة تبني قرار في مجلس الامن على رغم الدعم المعلن لوترة من جانب الاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة. وأشار مجلس الامن في بيان الى انه «نظراً الى اعتراف المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بالحسن وترة كرئيس منتخب لساحل العاج واعلان اللجنة الانتخابية المستقلة وترة رئيساً، فإن اعضاء مجلس الأمن يطلبون من كل الاطراف احترام نتائج الانتخابات». وأكد القرار انه يتوجب على جميع الاطراف «احترام» النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي اعطت الفوز لوترة. وأوضح الاعلان ان «اعضاء مجلس الامن يكرّرون القول بان المجلس مستعد لفرض اجراءات موجهة ضد الاشخاص الذين يحاولون تهديد عملية السلام او يضعون العوائق امام عمل» بعثة الاممالمتحدة في البلاد. واعتُبر وترة فائزاً في الدورة الثانية للانتخابات بحسب اللجنة الانتخابية المستقلة، بحصوله على 54,1 في المئة من الاصوات، في حين ان المجلس الدستوري أعلن فوز غباغبو بنسبة 51,45 في المئة من الأصوات. في الوقت ذاته، دعت جنوب افريقيا غباغبو الى احترام موقف الاتحاد الافريقي الذي دعاه الى التخلي عن السلطة لمنافسه وترة. وجاء في بيان ان «الحكومة الجنوب افريقية تدعو الرئيس لوران غباغبو الى احترام موقفي الاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بالنسبة لنتائج الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية». واوضح البيان ان بريتوريا «تدعو الى ضبط النفس وتطلب من القادة العاجيين العمل من اجل المصالحة الوطنية وعلى ان تكون الوحدة الاولوية المطلقة خلال هذه الفترة». في المقابل، اعتبرت حكومة غباغبو أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) التي ايدت وترة، لا يمكنها أن تقرر مَن الفائز في الانتخابات الرئاسية في البلاد. وأنحت الحكومة باللوم على الاممالمتحدة في الأزمة السياسية في ساحل العاج. وقال ألسيدي دجيدجي وزير الخارجية في حكومة غباغبو «ليس من شأن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أن تحدد الفائز في انتخابات جرت في بلد عضو». وقال حلفاء غباغبو إن أعمال تخويف وتزوير شابت التصويت في الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون، وهي الشكوى التي أيدها المجلس الدستوري الموالي لغباغبو واستغلها لإبطال مئات الآلاف من الأصوات. وأضاف دجيدجي: «قدمت الأممالمتحدة لنا دعماً يتعلّق بالإمداد والتموين، والآن يريدون أن يحلوا محل السلطات في ساحل العاج بإعلان عدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح، ومَن فاز، وإعلانه رئيساً. لم نر مثيلاً لذلك يحدث في أي مكان». وزاد: « انحرفت الاممالمتحدة عن مسارها. يتعين أن يعرف العالم كله ذلك. الاممالمتحدة تحيد عن الطريق. إنها (الانتخابات) أخفقت، والموقف الذي نواجهه الآن هو خطأ الأممالمتحدة التي أرادت لنا أن نتوجه للانتخابات من دون نزع للسلاح».