شغلت جائزة الرواية السعودية، التي يمنحها أدبي حائل (جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية) المشهد الثقافي، من خلال التساؤل حول ملابسات التحكيم وجدارة الروايات المتقدمة والفائزة وأهلية المحكمين. ولكن الذي يبعث التساؤل الملح هو غياب أي إعلان أو تفاصيل لحفلة الجائزة، التي منحت لمحمد الرطيان. «الحياة» حاولت فتح هذا الملف من جديد، بعد التأخر الطويل في تنظيم حفلة التسليم. وفي البداية تنفي عضو لجنة تحكيم الجائزة الدكتورة لمياء باعشن علمها بأسباب تعطيل إقامة الحفلة وتسليم الجائزة حتى الآن. وعلقت بأن التأخير «كثير جداً». هذا التأخير يعزوه عدد من المتابعين إلى «مشكلات إدارية قد تعصف ب «أدبي حائل» بعد خصومات طفحت على سطحه من خلال انتخابات الهيئة الإدارية فيه، لم يسلم منها مدير إدارة الأندية الأدبية عبدالله الأفندي. وأوضح عضو مجلس إدارة النادي عمر الفوزان ان الإدارة الحالية هي من «عمل على إجهاض الجائزة»، مشيراً إلى أن استقالة مجلس الإدارة السابق «له دور في ذلك التعطيل، فالرئيس السابق للنادي محمد الحمد كان يعمل على إعداد تجهيزات الاحتفال». واعتبر أن «جائزة حائل للرواية» أوجدت بطريق الخطأ، حين تكون موازنة النادي مليون ريال فيما الجائزة تقدر قيمتها ب300 ألف». وقال الفوزان إن قرار تأسيس الجائزة «كان عشوائياً فلم تكن هناك نظرة مستقبلية، أو نضوج فكري أو أرضية صلبة تساعد الجائزة على الاستمرار في دورات مقبلة، لكن طالما أقرت الجائزة فمن المفترض أن تمنح، وأن الأمور المالية لهذه الدورة من الجائزة متوفرة»، مقترحاً ألا تستمر الجائزة في دورات جديدة لأن الموازنة لا تحتمل، إلا في حال توافر داعم مادي لها»، مشدداً بأن يتم تسليم الجائزة لمحمد الرطيان «لأنها حقه». بدوره أكد الكاتب والروائي محمد الرطيان عدم علمه بالوقت الذي ستسلم فيه الجائزة، ولا أية معلومة عن أسباب التأخير، وأياً كان السبب الذي استدعى التأخير، فإنه لن يختلف أحد حول أن هناك خطأً كبيراً يحدث، حين يمضي عام 2010 وجائزة عام 2009 لا يعلم الفائز بها متى سيتم تسليمها له. ولا أعلم إن كانت الجائزة لا تزال موجودة وسيتم تسليمها، أم أن المسؤولين عنها ربما «استخاروا» وقرروا إعادة النظر فيها!». وأبدى الرطيان استغرابه من عدم تخصيص وزارة الثقافة جوائز سنوية، «تدعم الإبداع السعودي وتحفز المبدعين. بإمكان الوزارة أن تدعم الإبداع بجائزة سنوية، لن تكلفها أكثر من قيمة إعلان لا تزيد مدته على ثلاثين ثانية يتم عرضه على إحدى قنواتها. ويتم تسليمها تزامناً مع فعالية الجنادرية أو معرض الكتاب. وتخصص الجائزة لأفضل إصدار أول أو كتاب العام أو تكون عبارة عن جائزة الدولة التقديرية، تخصصها الدولة لأبنائها من المبدعين»، ويرد مثقفون سبب التأخر إلى غياب المنهجية في إدارة جائزة حائل، مشيرين إلى أن نادي الرياض الأدبي مستمر في تنظيم جائزته، ومقدارها100 ألف ريال، وتسلم بحضور كبار المسؤولين في الدولة، «فلماذا لا ينجح نادي حائل في ذلك؟».