على بعد 320 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل تقع نقوش صخرية في منطقة رابط والمنجور، على شكل مرتفعات من الحجر الرملي، تضم واجهتها أحجار متساقطة حولها الكثير من اللوحات المنفذة بدقة متناهية. وتحوي رسوماً لأشكال آدمية مكتملة، تظهر أحيانا منفردة أو مصاحبة لأشكال حيوانية برؤوس بيضاوية أو على هيئة تصوير لعملية الصيد، وكذلك أشكال حيوانية، من أسود، وفهود، وحمير، وأبقار، ووعول، نحتت بأحجامها الطبيعية. وتفقد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أمس (الأربعاء)، هذه النقوش في مدينة الشويمس، والمسجلة في قائمة التراث العالمي في «يونيسكو». واستطلع والفريق المختص من الجو بطائرة الهليكوبتر الموقع ومساحته وتضاريسه ومكوناته قبل أن يتفقد الموقع ميدانياً، مستمعاً من المختصين إلى شرح عن الموقع وما يحويه من رسوم صخرية تعود إلى حقب زمنية مختلفة. ويتميز الموقع العالمي بوجود لوحات إفريزية جميلة نفذت بدقة متناهية يصل طول إحداها إلى حوالى 12 مترا، وتضم رسوماً لأشكال آدمية وحيوانية وأشكال هندسية منحوتة بشكل فني على سطح أحد الأحجار الموجودة بالقرب من مدخل أحد الكهوف. وتشير الدراسات إلى أن جميع ما تم اكتشافه من رسومات صخرية في المواقع يعود إلى ثلاث فترات يعود أقدمها إلى سبعة آلاف وخمسمئة عام، وبعضها يعود إلى الفترة الثمودية بين 1500 إلى 2500 سنة، والبعض الآخر يعود إلى الفترة العربية. وأثنى الأمير سلطان على جهود المواطنين ووعيهم في المحافظة على آثار هذه المنطقة المهمة، مشدداً على أن «المواطن هو الحارس الأمين لهذا الوطن وتراثه من خلال تعاونه الكبير بالإبلاغ عن كل ما قد يهدد التراث الحضاري». وأشار إلى الجهود التي قادتها الهيئة وتوجت بإدراج آثار جبة والشويمس في قائمة التراث العالمي. وأعدت «السياحة والتراث الوطني» المخطط العام لتطوير موقعي النقوش الصخرية في جبة والشويمس، واعتماد أعمال التطوير اللازمة بالموقعين، وكذلك طرح مشروع تأهيل موقعي الفنون الصخرية في جبة والشويمس للتنفيذ، وتسويق الموقعين من خلال الوسائل التسويقية للهيئة، وتجهيز مراكز الزوار بالأجهزة ووسائل الاتصال، وعقد ورش عمل توعوية بأهمية مواقع التراث العالمي. وتمثلت خطة عمل ومسؤوليات الشركاء مع الهيئة في تطوير الموقع التاريخي، في توفير البنية التحتية للموقعين، وإنشاء قاعدة بيانات مع جامعة حائل لحصر النقوش الصخرية على مستوى المنطقة والتعريف بها، وتوفير موقع للاستثمار مع الزراعة والبلديات وتركيب اللوحات الإرشادية وحماية المواقع من أي تعديات وتطوير أنشطة سياحية قريبة من الموقعين. وركبت «هيئة السياحة» لوحات إرشادية للموقع وإنهاء إجراءات استكمال الطريق المؤدي إلى مركز الزوار وتحديد مساره، والانتهاء من إجراءات إيصال التيار الكهربائي إلى مركز الزوار في الشويمس، وتحديد موقع برج الاتصالات المطلوب في الموقع الذي سيعمل بالطاقة الشمسية. ومن الأعمال التي تشرف عليها الهيئة لتطوير الموقع الأثري وتهيئته للزوار، تركيب سلالم خشبية وتركيب مظلات وحواجز خشبية وتركيب لوحات إرشادية وبردورات حجرية، وتهيئة ممرات المشاة وتركيب المنصات الخشبية. وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» أدرجت موقعي الرسوم الصخرية في حائل إلى قائمة التراث العالمي قبل عامين، لتكون الموقع الرابع في المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي بعد مدائن صالح والدرعية وجدة التاريخية.