ميلانو - أ ف ب - كان الغناء على خشبة مسرح لاسكالا حلماً بالنسبة لمغني الأوبرا الكوري جاهوي كوون (29 سنة)، تمكن من تحقيقه مع عدد من زملائه الذين اختارتهم أكاديمية لاسكالا في ميلانو المتخصصة في التدريب على مهارات الأوبرا والرقص. واختارات الأكاديمية 12 مغنياً فقط من بين 250 شخصاً تقدموا بطلبات لمتابعة دروسها التي يقدمون خلالها عروضاً على خشبة صرح الأوبرا الكبير هذا. يرى مغني الأوبرا فيليبو بولينيلي (25 سنة) أن «نوعية التعليم هو المستوى الذي ننتظره من دار الأوبرا هذه الأكثر شهرة في العالم»، فيما يشير كوون الى اهمية «الإحساس» في الدروس، بخلاف المعهد الموسيقي حيث «نكتب كثيراً ونحفظ كثيراً». منذ أيام تحضر في رؤوس المتدربين الجدد أنيتا راشفيليشفيلي، الطالبة في الأكاديمية التي اختيرت العام الماضي لتقديم كارمن في الليلة الأولى من العروض. وتعدّ أكاديمية لاسكالا التي تفتتح موسمها الجديد غداً بعد 9 سنوات على تأسيسها، فريدة من نوعها في أوروبا. فهي تدرب المغنين والموسيقيين والراقصين ومصممي الأزياء وفنيي الماكياج وتقنيي الصوت والإضاءة، وتضم نحو 900 طالب. وتجمع أساليب دراسية قديمة لمسرح لاسكالا تعود الى قرنين من الزمن، الى جانب أساليب دراسية حديثة. ويقول المشرف على التدريب في الأكاديمية الفرنسي ستيفان ليسنر على الموقع الإلكتروني للأكاديمية انها «مكان تنتقل فيه معارف مسرح يشكل تاريخاً للأوبرا». يعمل طلاب تصميم السينوغرافيا مرتدين بزات العمال في المصنع القديم الذي يضم المشاغل حيث تصنع ديكورات مسرح لاسكالا. وتقول ماريا غارنيري (24 سنة) «ان هذه الدروس تتيح لنا لمس المادة بأيدينا»، معتبرة في المقابل أن دراستها في معهد الفنون الجميلة كانت تقتصر على الجوانب النظرية. وتبدي سعادتها من «المشاركة في عروض لاسكالا، فهي فرصة فريدة» بسبب «وجود اهتمام كبير جداً بكل تفصيل»، لا سيما في تنفيذ الديكورات في العرض الأول لأوبرا «فالكيري» لفاغنر. ويرى أنجيلو سالا مدير الورش أن الأكاديمية تؤمن التربة الخصبة لبروز متخصصين بالسينوغرافيا، وكذلك في الأعمال التقنية من النجارة الى الميكانيك والأزياء، لكنهم قرروا ان يجربوا حظهم في مكان آخر فإن هذا التدريب سيكون بالنسبة اليهم «جواز سفر» يفتح لهم الأبواب. اما مدرسة الرقص لاسكالا الواقعة في مبنى آخر في وسط ميلانو، فهي المبنى الأكبر من مباني الأكاديمية، وتضم 400 طالب تترواح اعمارهم بين ست سنوات و19 سنة. وسينضم عدد من هؤلاء الطلاب الى فرقة الباليه التابعة لمسرح لاسكالا فيما يشارك الباقون في فرق أخرى تابعة لمؤسسات كبرى مثل اوبرا باريس وفرقة لندن الملكية للباليه. ويرى فريديريك اوليفييري مدير مدرسة الرقص أنه «من المهم جداً للطلاب ان يلتقوا مع مغنين كبار وموسيقيين كبار، ان ذلك يشكل تبادلاً ثقافياً داخلياً مهماً جداً».