على الرغم من أن وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، بدا في كثير من لحظات المؤتمر الصحفي، الذي عقده في هيئة الصحفيين السعوديين أول من أمس، مثقلاً بكثير من هموم وزارته، غير أنه أطلق وعوداً «قوية» تجاه تغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بسمعة الوزارة، طارحاً خططاً قريبة وبعيدة المدى لإظهار التعليم بوجه جديد بداءً من تغيير المناهج، وإيجاد مخرجات أفضل، وتحسين مستوى المعلم، فيما أظهر الوزير امتلاكه لروح المداعبة في كل فرصة تسنح له أمام سيل الأسئلة من الإعلاميين والحضور، واضعاً العام 1444 كتاريخ محدد لإنجاز ثمان استراتيجيات ضخمة تعمل عليها الوزارة من أجل التطوير والتغيير. وأنقذت سرعة البديهة وزير التربية والتعليم، في المؤتمر الذي دام لساعتين، حين رد على سؤال حول مجموعة الاختراقات التي تعرض لها الموقع الإلكتروني للوزارة أخيراً، معتبراً أن ذلك «يمثل حافزاً لنا للعمل أكثر في مجال التقنية»، مضيفاً: «يسعدني أن يكون هناك شابناً سعوديين يمتلكون هذه القدرات»، وبحسب أحد مسؤولي الوزارة الحاضرين في المؤتمر، فأن «17 مصدر محلي حاولت اختراق موقع الوزارة من مجموعة 25 مصدر». وأستغل أحد الحضور (عاطل، من خريجي اللغة العربية) تواجد الوزير ليبادره بإرسال بيت من الشعر الشعبي في ورقة صغيرة يشكِ فيها حاله وأقرانه من الذين طال بهم الزمن ولم يجدوا وظائف لهم حتى الآن، غير أن الأمير فيصل بن عبدالله، استغرب من خريج اللغة العربية كتابة بيتاً شعرياً بغير اللغة الفصحى، طالباً منه أن يكتب له قصيدة بالشعر الفصيح و»سيتم توظيفه الليلة»، غير أن الليلة أنقضت دون أن يظهر صاحب البيت، أو يرسل بيتاً واحداً فصيحاً. فيما قال وكيل الوزارة الدكتور سعد الفهيد، أن عدد خريجي اللغة العربية، اللذين لم يتم توظيفهم بلغ أكثر من 12 ألف، موضحاً أن الوزارة لا تستطيع توظف أعداد زائدين عن حاجتها، مبيناً أن الوزارة تحاول التوسع في توظفيهم سنوياً. وتأسف وزير التربية والتعليم، لوضع رياض الأطفال (3-6 سنوات) في المملكة، موضحاً نسبتها حالياً لا تتجاوز 7 في المئة، كاشفاً أنه يتم التحضير حالياً لتنفيذ مبادرة التوسع في رياض الأطفال لاستيعاب 50 في المئة، خلال سنوات عدة، مشيراً إلى أن دراسة حديثة أكدت أن 60 في المئة، من تركيبة الطفل تتشكل خلال من بعد الثلاث سنوات وحتى سن السادسة، مشيراً إلى أنه تم اعتماد هذا العام افتتاح 292 روضة في المناطق والمحافظات. وخلال المؤتمر الصحفي، أظهر الأمير فيصل بن عبدالله، في عدد من إجاباته تعاطفاً مع المرأة، سواءً في مجال التعليم أو التوظيف، كاشفاً عن آماله في أن تقوم المعلمة بتدريس الصفوف الثلاث الأولى قائلاً: «لدي أمل كبير بأن تقوم المرأة بتدريس طلاب الصفوف الثلاث الأولى». وعن مشكلات نقل المعلمات، قال: «يحز كل يوم وأنا أرى مشكلات النقل، ومشاوير المعلمات اللاتي يذهبن لمسافات 100 و200 كيلو... فهذا يؤلمني كثيراً، ولابد من إيجاد حلول لها»، مبيناً أن «هناك دراسة حالياً لحركة النقل ولعلها تصل لتحقيق معظم الرغبات». وأعلن الأمير فيصل بن عبدالله عن «رفضه الشخصي» لشرط إثبات الإقامة للمعلمات الذي يشترط وجود ما يثبت إقامة المعلمة في المدينة التي ترغب الانتقال لها، كاشفاً عن رفع الوزارة طلباً إلى المقام السامي لإلغاء شرط إثبات الإقامة للمعلمات، مؤكداً على أن الوزارة تعمل على تطوير آلية حركة النقل الخارجي للمعلمات والمعلمين. وحول البرامج والخطط السابقة التي ظهرت واختفت بعد فترة من إعلانها، قال الأمير فيصل أن «الوزارة ليست حقل تجارب بل عمل جاد مبني على أسس علمية»، مستدركاً: يجب أن يكون التطوير في القطاع التعليمي غير تقليدي خصوصاً إذا أردنا التغيير الفعلي، مبيناً أنه إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) صعب الأمر علينا أكثر وجعلنا نطمح بأن يكون مستوى الخريجين من طلابنا يسمح لهم بالدخول لتلك الجامعة العملاقة، مشيراً إلى أن تكلفة الطالب الواحد سنويا تبلغ 20 ألف ريال. وفيما يخص شكاوى توظيف المعلمين عاد وزير التربية والتعليم إلى سنوات ماضية معتبراً أنه حدثت أخطاء لا تتحملها الوزارة، ورغم أنه عزا مسؤولية استحداث وظائف للمعلمين إلى وزارتي الخدمة المدنية والمالية، إلا أنه قال «يجب أن نتحمل المسؤولية الآن ونعمل لصالح توظيف وتحسين مستويات المعلمين». فيما جدد المدير العام للشئون الإدارية والمالية صالح الحميدي، حديثه بأن احتياج الوزارة محدد كل عام وفق الوظائف المحدثة في الميزانية، مضيفاً: «الوزارة جهة تعليمية وليست جهة توظيفية»، غير أنه أعلن عن تثبيت 7 آلاف معلم من خريجي كليات إعداد المعلمين اعتباراً من 26-1 -1432. وأعتبر الوزير، أن المعلم ركن أساس في العملية التعليمية، موضحاً أنه تم تشكل لجنة من وزارتي التربية والتعليم العالي بهدف رفع جودة إعداد المعلم، وتنفيذ مشروع رتب المعلمين، ورخصة المعلم والتدريب، ووضع الحوافز للمتميزين، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق جائزة سنوية خاصة بالتميز.