كوناكري – رويترز - أعلن الرئيس الغيني المنتخب الفا كوندي ان غينيا ستشكل لجنة للحقيقة والمصالحة تهدف الى مداواة الجروح الناجمة عن اعمال العنف العرقية والسياسية التي شهدتها البلاد على مدى عشرات السنين. وستكون هذه اللجنة على غرار تلك التي شكلها رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا عقب انتهاء نظام الفصل العنصري، ومن المرجح ان تستقبلها جماعات حقوق الانسان في شكل طيب بعد تنديدها بأعمال العنف المتكررة في غينيا. وقال كوندي في التلفزيون الرسمي السبت بعد ايام من اقرار المحكمة العليا فوزه في انتخابات أجريت في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ان هدف اللجنة هو ان "يتمكن الذين ارتكبوا اخطاء ان يطلبوا الصفح ويمكن الضحايا ان يقبلوا هذا الصفح". وأضاف: "اعرف ان الصفح لن يعيد القتلى او الاذرع التي بترت ولكنه خطوة مهمة". وقال كوندي الذي فاز في اول انتخابات حرة تجرى في غينيا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1958، ان المصالحة مهمة لاعادة بناء هذا البلد الفقير وغير المستقر. وشهدت غينيا اكبر مصدر في العالم للألومنيوم والبوكسيت جولات من اعمال العنف خلال العقود الماضية. وقتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص في اشتباكات انتخابية الشهر الماضي. ومن بين افظع الامثلة على اعمال العنف تلك معتقل كامب بويرو الذي يعود الى عهد الديكتاتور السابق وأول رئيس لغينيا بعد الاستقلال احمد سيكو توري في وسط العاصمة كوناكري. وتقدر منظمة العفو الدولية ان اكثر من 50 الف معتقل سياسي ماتوا في ظروف رهيبة في السجن الذي تحول معسكراً للجيش. وقال بعض الشهود ان سجناء سيكو توري كان يحبسون في زنازين ويحرمون من الطعام والماء ويتم تجاهل صراخهم الى ان يموتوا وهو نوع بطيء من الاعدام. وحكم نظام سيكو توري على كوندي نفسه بالاعدام غيابياً بعد اتهامه بالضلوع في مؤامرة انقلاب. وفي ظل حكم لانسانا كونتي وهو ثاني رئيس لغينيا بعد الاستقلال، قتل جنود 130 محتجاً على الاقل بالرصاص في وسط كوناكري. واعقبت وفاة كونتي في 2008 سنتان من الحكم العسكري. وفي العام الماضي واجه موسى داديس كامارا زعيم المجلس العسكري الحاكم في غينيا والمنفي الآن، ادانة بعدما قامت قوات الامن التابعة له بقتل اكثر من 150 متظاهراً مطالبين بالديموقراطية واغتصاب عشرات النساء بعد تجمعهن في استاد رياضي.