شدد رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي امس، خلال لقائه وزير الخارجية الألماني فيستر فيله، على ان الحكومة الجديدة سيتم تشكيلها خلال الفترة المحددة دستورياً. الى ذلك يعقد قادة وممثلو الكتل السياسية الرئيسية اليوم اجتماعاً لتحديد مصير اجراء الإحصاء السكاني وتحديد موعد جديد له. وقال فيستر فيله وهو يشغل ايضاً منصب مستشار رئيسة الوزراء الألمانية انغيلا مركل في بيان صدر بعد وصوله «نريد ارسال رسالة تؤكد اننا ندعم استقرار العراق واستمرار العملية الديموقراطية». وأضاف البيان ان وزير الخارجية الألماني سيلتقي ممثلين عن الطوائف المسيحية التي تتعرض لأعمال قتل بين حين وآخر ابرزها مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد التي راح ضحيتها 46 مصلياً بينهم كاهنان. وشدد المالكي اثناء لقائه وزير الخارجية الألماني على ان «الحكومة الجديد سيتم تشكيلها ضمن الفترة المحددة دستورياً»، مشيراً في بيان صدر عقب الاجتماع ان «الحكومة ستعمل على تعزيز العلاقات الديبلوماسية مع الجميع». وطالب المالكي الوزير وفق البيان «بدعم العراق في الخروج من البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، لأن لا مبرر من بقائه»، كما دعا المالكي الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المانيا». واعتبر وزير الخارجية هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي مع فيله ان «توقيت الزيارة كان جيداً ونحن على اعقاب تشكيل الحكومة الجديدة»، كاشفاً ان الخطوط الرئيسية تم الانتهاء منها في قضية تسمية الحقائب الوزارية». ووصف زيباري العلاقات العراقية - الألمانية «بالجيدة والمتطورة» داعياً إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمار وتشجيع الشركات الألمانية للقدوم الى العراق». و شدد الوزير الألماني اثناء المؤتمر الصحافي على «ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد ليكون اساساً للاستثمار والبناء»، وأكد ان «المانيا تدعم العراق وهو شريك مهم لنا ونتطلع الى المزيد من مراحل التعاون الثنائي بين البلدين». وتدعم الحكومة الألمانية عدداً من المشاريع التنموية في العراق، لاسيما في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع باستقرار أمني نسبي ويضم الوفد الاقتصادي المرافق لفيستر فيله في زيارته، مديري شركة «آر.دبليو.إي» الألمانية للطاقة الكهربائية وشركة «فولكسفاغن» الألمانية لصناعة السيارات. ويتضمن برنامج زيارة الوزير أيضاً توقيع اتفاق لحماية الاستثمارات الألمانية في العراق. يذكر أن النشاط الاقتصادي الألماني في العراق شهد رواجاً في الماضي، إذ بلغ حجم الصادرات الألمانية للعراق خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 691 مليون يورو، مقابل 400 مليون يورو في الفترة المقابلة من العام الماضي. ودعمت ألمانيا عمليات إعادة إعمار العراق، منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، بنحو 400 مليون يورو.