بعد يومين من التحريض على عموم المواطنين العرب في إسرائيل بداعي أن عرباً هم الذين أشعلوا النار في غابات جبل الكرمل، أفادت الإذاعة العامة أن تحقيقاً أولياً للشرطة ولهيئة الإطفاء خلص إلى الاستنتاج بأن الحريق نشب نتيجة إهمال وليس عملاً مقصوداً. واضافت أن التحقيق يشير إلى إمكان أن يكون الحريق تسبب جراء تدخين بعض الشباب النرجيلة في حرش قريب من قرية عسفيا العربية في أعلي الكرمل وقذفهم جمرات النار على الأرض من دون أن يقصدوا إشعال حريق. وكان النائب الدرزي في الكنيست عن حزب "ليكود" الحاكم أيوب القرا أول من أوحى بتصريحاته إلى أن عرباً افتعلوا الحريق وأنه يجب إعدام من فعل ذلك "تماماُ مثلما أُعدم النازي أدولف أيخمان". مع ذلك، لم يحل ما خلص إليه التحقيق دون مواصلة التحريض إذ أعلن قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية شمعون كورن صباح اليوم أن الشرطة نشرت عناصرها في مناطق مختلفة شمال إسرائيل حيث توجد غابات وأحراش تحسباً لإمكان قيام أفراد بإشعال النار فيها على "خلفية قومية" وذلك بعد أن اندلعت حرائق أمس في نحو عشرة مواقع مختلفة في منطقة الجليل وحيفا بعيداً عن موقع الحريق الكبير في جبل الكرمل. وصباح اليوم اندلع حريق في بلدة بسمة طبعون البدوية المحاذية لبلدات يهودية. ووصف التلفزيون الإسرائيلي ما حصل أمس ب"انتفاضة حرائق" وحملت تصريحات مسؤولين تحريضاً على المواطنين العرب بداعي أن عددا منهم يقف وراء الحرائق، علماً أن الشرطة التي أعلنت أمس اعتقال شابين عربيين بشبهة محاولة إشعال حريق أطلقت سراحهما بعد ساعات قليلة بعد أن تبين أن لا علاقة لهم بأي عمل كهذا. واستأنفت الطائرات الخاصة بإخماد الحرائق والطوافات التي وصلت من أنحاء العالم عملها صباح اليوم لوقف انتشار ألسنة النيران في جبل الكرمل نحو بلدات أخرى في سفح الجبل وتواصَل إخلاء مواطنين من بيوتهم. وأتت النيران على مستوطنة "عين هود" في قلب غابات الكرمل. وحصت فرق الإنقاذ حتى الآن 41 قتيلاً، بينهم ضابطان كبيران في الشرطة كانا ضمن المفقودين، فيما تصارع الموت قائدة شرطة حيفا. وأتت النار حتى الآن على 35 ألف دونم (35 مليون متر مربع) و35 مليون شجرة. وتم إخلاء 20 ألف من سكان أكثر من 10 بلدات في منطقة الحريق من منازلهم.