أكد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش انتفاء التعارض بين ثوابت المعاهد وتحديثها، مشيراً إلى استحالة التعارض بين التجديد والتطوير من جهة والأصالة من جهة أخرى. وقال الدكتور الدريويش في حديث إلى «الحياة» إن المعاهد لديها القدرة والكفاءة العلمية في الجمع بين الأصالة والمعاصرة مع المحافظة على الثوابت التي ميزت المعاهد العلمية منذ إنشائها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن عام 1370، حتى اليوم ووصولها إلى 65 معهداً منتشرة في جميع مناطق السعودية، إلى جانب أربعة سيتم تدشينها هذا العام ضمن خطط الجامعة لتنظيم هذا الشأن. ورحب الدريويش بالنقد الهادف البناء إن وُجد، مؤكداً أن المعاهد تحظى بالثقة وليس بالنقد، وتشارك التعليم العام في مواد التعليم المناسبة وتتميز هذه المعاهد بعمق مناهجها ما أعطى مخرجاتها هذه الميزة، والجامعة تعمل على استمرار تميز هذه المعاهد وتطويرها وتعزيز ثقة الناس بها، والتواصل مع المجتمع ومع وسائل الإعلام من طريق مخرجاتها الذين نعتز بهم، إلى جانب عدد من الفعاليات والبرامج النافعة المفيدة التي تعمق الانتماء الوطني وتحارب الغلو والجفاء والتطرف وإبراز سماحة الإسلام ويسره ووسطيته واعتداله. وأكد وكيل جامعة الإمام لشؤون المعاهد العلمية أن العمل التربوي لا يخلو من اختلافات في وجهات النظر ومن ثم قد لا يوصف ما يقع في بعض المعاهد مشكلة، ناصحاً منسوبي الجامعة بالتروي في التعامل مع الظواهر والأحداث كون الروية أدعى لبلوغ الحق. وأضاف أن الانضباط وعدم التعجل وبعد النظر والاعتدال منهج تربوي وشرعي، كما أن الانفعال أو ردود الأفعال قد تضر ولا تنفع، وتغفل مراعاة المصالح العامة والخاصة في معهد مكة أو غيره من المعاهد الأخرى، ونحن نطمح إلى تحقيق ما يخدم العملية التربوية والتعليمية. ووصف الدريويش طلاب المعاهد العلمية بالمتميزين بشهادة الجميع سلفاً وخلفاً، مؤكداً أن الجامعة تسعى إلى استمرار التميز من خلال رؤية مشتركة تقوم على التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد لتطوير مخرجات التعليم والجمع في تعليمنا بين التعليم والتربية والعلم والعمل والاهتمام بالنشء وتوجيههم وجهة سليمة في جوانب حياتهم وتعزيز انتمائهم لدينهم ووطنهم ما يؤهلهم للحضور والتفاعل والبناء بناءً سوياً. ولم يسجّل وكيل جامعة الإمام أي تحفظ على معلمي المعاهد، موضحاً أنه لم يجد من معلمي المعاهد العلمية فيما ظهر له خلال العمل إلا كل تعاون وتفاعل وحرص على أداء العمل الجيد، والحرص على الارتقاء بالمعاهد نحو الأفضل مثمناً فكرة التكامل والتواصل بين المعاهد العلمية وبين المؤسسات التربوية والتعليمية المستمر في المجالات التربوية كافة، نافياً تناقص أعداد طلاب المعاهد العلمية في الأعوام الأخيرة.