أبرزت منافسات «خليجي 20» العديد من الوجوه الشابة في العديد من المنتخبات المشاركة، بيد أن الظهور الكبير للاعب الوسط السعودي أحمد عباس، والذي أسهم في نقل «الأخضر» إلى المباراة النهائية بعد أن نجح في تسجيل هدف التفوق في مرمى المنتخب الإماراتي أعطى هذا النجم مكأنه خاصة بين المتابعين الخليجيين الذين تسالوا عن هذه الموهبة السعودية التي كادت أن تنتهي قبل سنوات قبل أن يعيد له مسيرو النصر بصيص الأمل في مداعبة معشوقته وفي أقوى الدوريات العربية، عباس أكد أنه استفاد من تلك التجربة في الارتقاء بأدائه الفني حتى وصل إلى قائمة المنتخب السعودي الأول، ولم يخف عباس تخوفه من مواجهة الغد أمام الكويت في نهائي بطولة الخليج في اليمن التي وصفها بالصعبة، النجم القادم بسرعة الضوء إلى صفوف الأخضر كشف الكثير من خفايا المنتخب السعودي وحياته الرياضية في الحوار الآتي: أحمد عباس حكاية لاعب اختفى فجأة ثم ظهر نجماً، ما قصة ذلك الاختفاء والنجومية؟. - القصة إنني لاعب كرة قدم منذ الصغر، أحببت الكرة في منزلي ومدرستي وفي الحي الذي أسكن فيه، بل وفي كل مكان، التحقت بأندية عدة كالهلال والطائي، وكان حلمي بأن أكون بين صفوف الفرق الكبيرة، فالتوفيق من الله عزل وجل، واللاعب يأخذ نصيبه في حياته الرياضية، لأنها معيشته ورزقه الذي كتبه الله له، وعالم كرة القدم قائم على الصبر والمثابرة والفرص الكافية التي تتاح للاعب، فقد أكون لاعباً في أحد أكبر الأندية، لكن يمكن ألا تتاح لي فرصة اللعب بشكل مناسب من المدربين، خصوصاً وأن هناك غالبية الأندية في السعودية تغير المدربين كثيراً في الموسم الواحد، إضافة إلى أن الإصابات هي التي تعيق اللاعب، لكن الحمد لله وفقت في الانتقال لنادي النصر، ويعد ذلك نقطة تحول كبيرة في حياتي الرياضية، إذ نجحت في اللعب معه كلاعب أساسي وفي الانضمام للمنتخب، وهذا أمر يعد أنجازاً كبيراً لأحمد عباس. لكن هناك لاعبون مروا بالظروف ذاتها التي مررت بها، لكنهم اختفوا سريعاً؟ - كرة القدم تحتاج للصبر في المقام الأول، فالفرصة التي ينتظرها اللاعب الشاب من إي مدرب لن تأتي سريعاً، خصوصاً إذا كان المدرب يعلم أنه لن يدوم بقاؤه مع الفريق طويلاً، وخصوصاً في الأندية التي تنهار بعد تكرار «الهزائم» فيكون المدرب الضحية الأولى، وهنا اللاعب يفتقد لفرصته الكافية، لهذا اللاعب يتحاج للصبر وللمثابرة في التدريبات والالتزام بها وبمواعيدها، من أجل بلوغ هدفه وتحقيقه. هل كنت تتوقع النجاح مع النصر؟ - عندما وصلني عرض نادي النصر لم أتردد في قبوله، لأنني كنت في حاجة لأن أستمر في مشواري كلاعب، ولدي الكثير لأقدمه في الملاعب، والحمد لله وفقت في الانضمام لنادٍ كبير، ووجدت فيه الاهتمام الرائع من الإدارة والجماهير والمدربين ومن زملائي اللاعبين، وهذه كأنت عوامل مساعدة في نجاحي. وماذا عن انضمامك للمنتخب الأول في الموسم الثاني مع نادي النصر؟. - الانضمام للمنتخب الأول حلم أي لاعب سعودي، هذا الأمر كان هدف أحمد عباس الرئيسي، لكي أخدم وطني وأؤكد للجميع بأنني نجحت في بلوغ ما كنت أخطط له، والحمد لله تحقق هذا الأمر. الآن أصبحت لاعباً مؤثراً، بل وهدافاً في «الأخضر»، كيف تجد ذلك؟. - سأسعى جاهداً لتقديم المزيد، والتوفيق من الله ثم بدعم زملائي في الفريق، وهم كانوا الداعم الأكبر لي في تقديم المستوى الذي أصبحت عليه الآن في «خليجي 20»، والمجموعة الحالية في المنتخب تقدم مستويات مميزة ولا يوجد لاعب مميز عن غيره بالكرة الجماعية هي الأسلوب الذي ظهر عليه «الأخضر» في هذا الاستحقاق الخليجي. كيف وجدت «خليجي20» من الناحية الفنية؟. - البطولات المجمعة دائماً ما تكون صعبة على كل الفرق، خصوصاً تلك التي يشارك فيها منتخبات منذ فترة زمنية طويلة كما هي بطولة الخليج التي تجاوزت أربعة عقود في تاريخها، ويعرف عن تنافسها بالقوة والندية والإثارة نحو تحقيق اللقب، و «خليجي20» هو امتداد للتنافس الكبير الذي عرفت به بطولات الخليج في النسخ الماضية. لكن هناك من يقول بأن مباريات «خليجي20» كانت سهلة لكم في المنتخب السعودي؟. - ممكن من قال هذا الكلام لم يتابع المباريات كافة، إذ إن 90 في المئة من المباريات كانت قوية ومثيرة، بشهادة لاعبي المنتخبات عندما نلتقي سوياً خارج الملاعب ومقرات إقامة المنتخبات، إضافة إلى شهادة الإعلاميين المتواجدين في البطولة، فخروج حامل اللقب وعودة قوة منتخب العراق والإمارات والكويت والسعودية دليل على قوة ونجاح المباريات، كما أن منتخب قطر كان قوياً هو الآخر، إضافة إلى أن المباريات الأخيرة في الدور الأول ولقاءات دور نصف النهائي هي التي تؤكد أيضاً أن «خليجي20» قوي. ما أصعب مباراة مررتم بها في البطولة؟ - كافة المباريات التي لعبناها كانت صعبة، بما فيها مباراة الافتتاح أمام اليمن، والتي كانت مباراتنا الأولى على ملعب «صناعي» وأمام منتخب مستضيف للبطولة لعب على أرضه التي اعتاد عليها وبين جماهيره الكبير، وأمام حضور قيادته، كل هذه الأمور كانت صعبة أمامنا، لكن الحمد لله نجحنا في تجاوزها وتجاوز الصعاب كافة التي واجهتنا. ماذا عن المباريات الأخرى؟ - المباريات التي تلت لقاء الافتتاح لم تكن سهلة على الإطلاق، فقد كانت قوية ومثيرة ومتعبة، ولم نجد أمامنا منتخباً ضعيفاً، صدقني أي منتخب يلعب أمام المنتخب السعودي يظهر بصورة مغايرة وقوية عن مبارياته الأخرى. مرة أخرى ستواجهون الكويت، لكن هذه المرة في نهائي «خليجي20»، كيف تجد ذلك؟ - أولاً ستكون هذه المواجهة مغايرة ومختلفة عن المباراة الأولى التي جمعتنا في الدور التمهيدي، ثانياً هي مباراة «دربي» خليجي خاص وكبيرة بين منتخبين كبار، يعدأن الأفضل والأميز حالياً في الخليج، وإن شاء الله نوفق في كسبها ونحقق كأس البطولة. ماسر روحكم العالية كلاعبين في التدريبات والمباريات؟. - السر أننا لاعبو المنتخب السعودي الأول، وضع كلمة الأول بين قوسين.