باريس، واشنطن - أ ف ب، أ ب - لجأ موقع «ويكيليكس» الى سويسرا وفرنسا أمس، بعد تعرضه لهجمات الكترونية وتوقف موقع «امازون» الأميركي وموزعين اميركيين عن استضافته. في الوقت ذاته، يدرس المسؤولون في الولاياتالمتحدة سن قانون لملاحقة ناشر «ويكيلكس» جوليان اسانج لتعريضه مخبرين لدى الأجهزة الأميركية للخطر، بنشره آلاف البرقيات الديبلوماسية السرية المسربة. وأعلن «ويكيليكس» عبر موقع «تويتر» امس، انه انتقل الى سويسرا، كاشفاً عنوانه الإلكتروني الجديد: «ويكيليكس سي اتش»، بعدما بات متعذراً على مستخدمي الإنترنت الدخول الى الموقع عبر عنوانه المعتاد «ويكيليكس.اورغ». وأوقف موزع اسماء النطاق الإلكترونية «ايفري دي ان اس.نت» خدمة « ويكيليكس.اورغ» بعد هجمات الكترونية كبيرة استهدفت الموقع المتخصص بكشف الأسرار الديبلوماسية. وأوضح الموزع في بيان ان الهجمات التي تسمى «الحرمان من الخدمات» والهادفة الى اعاقة الوصول الى الموقع، «تهدد استقرار» البنية التحتية للموزع الذي يعطي مجاناً اسماء النطاق الإلكترونية لنحو 500 الف موقع آخر. وفي هذا النوع من الهجمات، يقوم عدد كبير من مستخدمي اجهزة الكمبيوتر الحاملة لفيروسات الكترونية، بالدخول في وقت واحد الى موقع معين، ما يؤدي الى استخدام الطاقة القصوى للخوادم (سرفور) ويتسبب بانقطاع الموقع عن الشبكة. وأكد «ويكيليكس» ان اسم النطاق الخاص به ألغي. وأشار الموقع عبر «تويتر» الى ان «اسم النطاق ويكيليكس.اورغ تعرض للإلغاء من الأميركي ايفري دي ان اس.نت بعد ادعاءات بهجمات كبيرة». وطلب «ويكيليكس» الدعم من موزعي خدمات آخرين. وأكد المحامي البريطاني مارك ستيفنز وكيل «ويكيليكس» في تصريحات إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ان الموقع تعرض لهجمات «بالغة التعقيد». كما قال ان هناك دولة «على الأرجح» تقف وراء الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها الموقع في الأيام الأخيرة. واعتبر ان المحاولات «المتطورة» لوضع موقع «ويكيليكس» خارج الخدمة، جزء من خطة اشمل ترمي الى اسكات مؤسس الموقع جوليان اسانج. وأضاف المحامي: «احدهم، وعلى الأرجح دولة، قام بالسيطرة على مئات آلاف اجهزة الكمبيوتر المصابة بمشاكل في العالم وربطها كلها في وقت واحد بموقع ويكيليكس». وتابع: «هذا الأمر معقد للغاية، ونعلم ان جوليان (اسانج) تعرض لهجمات عدة من هذا النوع، نعلم ايضاً ان اموراً غريبة تحصل في السويد»، مؤكداً ان القضاء السويدي لم يرغب في بداية الأمر بالاستماع الى اسانج. وتظهر عملية بحث عبر موقع «هو ايز» ان صاحب اسم النطاق «ويكيليكس.سي اتش» هو «حزب القراصنة السويسريين» الذي يقول انه يدافع عن شرعنة تبادل الملفات الإلكترونية عبر الإنترنت وحماية الخصوصية الشخصية للمستخدمين. الى ذلك، ظهر تعقب عنوان بروتوكول الإنترنت (أي بي) امس، ان الموقع الإلكتروني الفرنسي «او في اش» (احد اكبر مستضيفي المواقع الإلكترونية في اوروبا وفي السويد تحديداً) يستضيف موقع «ويكيليكس» الذي طرده الموقع الأميركي العملاق للتوزيع «امازون»، وهو ما اكده مصدر قريب من «ويكيليكس». يأتي ذلك على رغم تأكيد فرنسا، التي تملك ثاني اكبر شبكة من السفارات في العالم بعد الولاياتالمتحدة، سعيها الى تعزيز امنها في مواجهات هجمات معلوماتية مثل تسريبات «ويكيليكس». وأسانج الأسترالي المتواري عن الأنظار في بريطانيا، ملاحق من جانب استوكهولم وتستهدفه مذكرة صادرة عن الأنتربول في اطار تحقيق بتهمة «اعتداء جنسي» عام 2008 في السويد. وتبذل الولاياتالمتحدة، التي وصفت مؤسس «ويكيليكس» بأنه «فوضوي»، قصارى جهدها لتوقيفه هذه المرة بسبب التسريبات. وأعلن عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين الجمهوريين والمستقلين الخميس انهم تقدموا باقتراح قانون لتسهيل الملاحقة القضائية بحق اسانج وموقعه، عبر جعل «نشر اسماء مخبرين في اجهزة الاستخبارات الأميركية غير قانوني». وقال وزير العدل الأميركي اريك هولدر في وقت سابق: «اذا كان هناك من ثغرات في القانون الأميركي، سنحاول سدها».