تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار والعملات الرئيسية، بعدما ابقى البنك المركزي الاوروبي سعر الفائدة عند حدودها الدنيا (1 في المئة)، واثر اعلان رئيس البنك كلود تريشيه الابقاء على سيولة «غير محدودة» لتزويد المصارف الاوروبية بما تحتاج اليه في الربع الاول من السنة، وعدم وقف برنامج شراء السندات الحكومية. ما يعني «استمرار ازمة اليورو» كما قال الفرد شميدت من «دويتشيه بنك». وانخفضت العملة الاوروبية الموحدة الى حدود 1.30 دولار وكان يمكن ان تخسر اكثر من قيمتها لولا ارتفاع طلبات اعانة البطالة في الولاياتالمتحدة بنحو 26 ألفا الاسبوع الماضي. وفُسر بيان تلاه تريشيه، بعد نحو ساعتين من اعلان تثبيت سعر الفائدة عند مستواه الجاري، بانه تراجع عن الموقف الذي اتخذه الشهر الماضي، وقضى ببدء الخروج من التيسير الكمي الممنوح للمصارف والاقتصاد في اوروبا، وخضوع لضغوط السوق والمضاربين. وكان المركزي الاوروبي بدأ منذ انهيار بنك «ليمان براذرز» في 15 ايلول (سبتمبر) 2008 منح المصارف الاوروبية سيولة غير محدودة «لمنعها من الانهيار ولمواجهة التزاماتها»، ما شجعها على اعادة الاقراض وتحريك النمو. وكانت المصارف الاوروبية الكبرى في طليعة المصارف التي اقترضت بكثافة من مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الاميركي) اثناء الازمة ما انقذها من الافلاس. واظهرت بيانات كشفها مجلس الاحتياط ان بنك «يو بي اس» اقترض 74.5 بليون دولار من مجلس الاحتياط بموجب برنامج التمويل عبر الاوراق المالية، وبنسبة ضعفي ما حصل عليه «سيتي كورب» الاميركي، في حين حصل «بنك باركليز» على 47.9 بليون دولار. وكان مجلس الاحتياط اعلن انه اجرى 21 الف عملية تمويل بقيمة 3.3 تريليون دولار للمصارف الاميركية والاوروبية وبعض المصارف الآسيوية وشركات تأمين والاقتصادات المحتاجة كمساهمة في اعادة الاستقرار الى اسواق المال الدولية اثناء ازمة الائتمان. وقال تريشيه ان غالبية الاعضاء ال22 في مجلس ادارة «المركزي الاوروبي» ساندت استمرار برنامج شراء السندات السيادية فقط من دون مضاعفة حجم برنامج التيسير الكمي كما فعلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال وسطاء «ان البنك المركزي الاوروبي زاد عملياته لشراء السندات السيادية من دون اعلان رسمي، وانه اشترى الاسبوع الجاري سندات ايرلندا والبرتغال وحتى اسبانيا عبر وسطاء». وفي واشنطن قالت الناطقة باسم صندوق النقد الدولي كارولين اتكينسون ان الصندوق في موقف مالي قوي ولديه الموارد المتاحة لمساعدة الدول الاعضاء عند الحاجة. وقالت اتكينسون للصحافيين «ان البيانات والاجراءات التي اعلنها البنك المركزي الاوروبي تؤكد انه مستعد لاتخاذ الخطوات الضرورية للحفاظ على الاستقرار المالي في منطقة اليورو، وذلك بالطبع محل ترحيب».