قدمت المملكة تبرعاً بمبلغ 20 مليون دولار لمصلحة الصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المعرَض للخطر في أوقات النزاع المسلح، وذلك خلال الاجتماع المنعقد بفرنسا تحت رعاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس (الاثنين). وعبر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس وفد المملكة إلى الاجتماع خالد الفيصل عن شكره للقائمين على المؤتمر الذي يتزامن انعقاده مع تحديات تواجه العديد من المجتمعات في منطقة الشرق الأوسط والتي تتمثل في المحافظة على موروثها الثقافي والتاريخي، الذي يتعرض للتدمير والاتجار غير المشروع ما يمثل خسارة كبيرة لهذا الموروث، منوهاً في هذا الصدد بالمبادرة الإماراتية - الفرنسية وما تقوم به منظمة اليونيسكو لحماية التراث العالمي. وقال: «إن المملكة العربية السعودية تشارك الجميع إدراك حجم هذه المشكلة وأبعادها التدميرية على الموروث التراثي والثقافي العالمي، وتؤكد أهمية تكاتف الجهود وتضافرها في التصدي لهذا التحدي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للمحافظة على الموروث الثقافي والحضاري للأمم والشعوب التي تعاني من الصراعات، وأن المملكة ترحب بأن يكون لها تمثيل في مجلس هذا الصندوق»، مشيراً إلى أن المملكة على ثقة تامة بأن إنشاء الصندوق سيسهم - بإذن الله تعالى - في المحافظة على الموروث الحضاري والثقافي العالمي، معرباً عن شكره للرئيس هولاند وفرنسا على رعاية المؤتمر. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه الأمير خالد الفيصل بترؤس وفد المملكة لحضور أعمال المؤتمر الجهات المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في أوقات النزاع المسلح. يُذْكَر أن المملكة العربية السعودية تشغل كرسياً في مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع للصندوق، الذي جاء تأسيسه كأهم مخرجات المؤتمر الدولي «للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر»، في إطار مبادرة الشراكة الدولية التي دعا إليها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي استضافته أبوظبي العام الماضي وانبثق عنه «إعلان أبوظبي» الذي أوصى بتأسيس صندوق عالمي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في فترات النزاع المسلح، وافقت 40 دولة على إنشائه.