دعت موسكو إلى إطلاق النقاش حول إعادة الإعمار في سورية. ودشّنت تحضيرات الجولة الجديدة لمفاوضات جنيف التي تبدأ الخميس، عبر الإعلان عن استعداد الحكومة السورية للمشاركة، وإعداد اقتراحات لمناقشتها مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا خلال زيارته موسكو عشية انطلاق المفاوضات. واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن «الوقت حان لمناقشة مشروعات إعادة الإعمار في سورية بمشاركة دولية واسعة». وكان الملف السوري حاضراً خلال مناقشات وزراء الدفاع والخارجية من روسيا واليابان. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي ختامي في طوكيو أمس، إن موسكو «تعتقد أنه حان الوقت لبدء الحديث عن إعادة إعمار المنشآت في سورية في مرحلة ما بعد النزاع المسلح، وعن ضرورة مشاركة تحالف دولي واسع في هذه الجهود». وأوضح أن الجانب الروسي «عرض على الشركاء اليابانيين خلال المحادثات الانضمام إلى هذا المسار». وقال إن موسكو أبلغت الجانب الياباني تفاصيل عن الجهود الروسية على المسار الإنساني في سورية وطلبت مساهمة من طوكيو في تقديم مساعدات طبية وإنسانية». كما اقترحت عليها المشاركة في حملة إزالة الألغام في مناطق الآثار السورية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة «يونيسكو». تزامن ذلك مع إطلاق موسكو تحضيرات الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن دي ميستورا سيزور موسكو الأربعاء في إطار التحضيرات الجارية، وأشارت إلى نية الجانب الروسي مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بعملية جنيف. وكانت مصادر ديبلوماسية روسية أعلنت أن موسكو تنوي إطلاع دي ميستورا على عدد من «الأفكار» التي تمت بلورتها خلال الجولة الأخيرة من مفاوضات آستانة، قبل أن تعرضها على المتفاوضين في جنيف، وبينها الاقتراحات المتعلقة بتأسيس لجنة دستورية، ووثائق تتعلق بالوضع الميداني. كما تنوي موسكو مناقشة ضرورة «تكافؤ التمثيل» للمعارضة السورية في منصات الرياضوموسكو والقاهرة، في حال فشلت فكرة توحيد الوفد المعارض. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن دي ميستورا سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وزاد أن الحكومة السورية أكدت إرسال وفد للمشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات، مضيفاً أن مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري سيترأس الوفد مجدداً. وزاد أن دمشق «أبلغتنا بأن وفدها سيصل (جنيف) للعمل في المفاوضات بصورة بناءة». وأضاف الديبلوماسي الروسي أن موسكو تأمل بأن تشارك المعارضة السورية المسلحة في الجولة المقبلة من المفاوضات، مؤكداً أن موسكو «تدعم مشاركة المعارضة السورية المسلحة بجانب المجموعات السورية الأخرى التي ذكرها القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي». ونقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن بشار الجعفري إن وفد الحكومة «لن يبدأ من الصفر لأن أجندة الجولة السابقة تضمنت 4 سلال مع تفرعاتها». وزاد أن «وفدنا سيذهب إلى الجولة الخامسة من جنيف، والأوراق التي سندرسها هي التي أُقرت في جنيف 4 وهي سلة الحكم والعملية الدستورية والانتخابات ومكافحة الإرهاب وإجراءات بناء الثقة، لكن لكل منها 30 ألف تفرع وسيكون هناك بحر من النقاشات حول السلال الأربع وتفرعاتها». على صعيد آخر، حسمت الخارجية الروسية الجدل الذي أثاره استدعاء السفير الإسرائيلي لدى موسكو على خلفية الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على مواقع سورية الجمعة. وكانت أوساط إعلامية ومسؤولون في الحكومة السورية تحدثوا عن «رسالة قوية» وجهتها موسكو الى تل ابيب. لكن الخارجية الروسية أكدت في بيان أمس أن استدعاء السفير الإسرائيلي «جاء بهدف إبلاغ تل أبيب قلق موسكو وخشيتها من نشوب سوء تفاهم في سورية». ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن بوغدانوف تفاصيل حول الحديث الذي دار مع السفير الإسرائيلي، تشير إلى أن موسكو أعربت عن قلق لأن الغارة استهدفت موقعاً لا يبعد كثيراً عن موقع تواجد العسكريين الروس في ريف تدمر. وقال نائب الوزير: «بالطبع عبّرنا عن قلقنا. لدينا قناة اتصال خاصة، ونريد أن تعمل هذه القناة بفاعلية أكبر، لكي لا ينشب هناك أي سوء تفاهم حول تقاسم المهمات في سورية».