بدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واثقة من ان علاقات بلادها مع دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لن تتأثر بتسريبات موقع «ويكيليكس» وذلك خلال مشاركتها في قمة المنظمة في العاصمة الكازاخستانية الآستانة امس. وتناقض ذلك مع تصريح لوكيل وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز الذي رأى ان التسريبات «ألحقت ضرراً كبيراً بالجهود الديبلوماسية الأميركية». وغداة إعلان موسكو أن التسريبات التي تناولات وثائق سرية للخارجية الأميركية، لن تؤثر سلباً في العلاقات مع واشنطن، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن كلينتون قولها في الآستانة: «تناولت بالتأكيد مسألة التسريبات لأؤكد لنظرائي (المشاركين في القمة) أنها لن تؤثر بأي شكل من الأشكال في الديبلوماسية الأميركية أو التزامنا بمواصلة جهودنا الديبلوماسية». وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أنها لم تتبلغ من نظرائها أي تعبير عن القلق أو نية في وقف التعاون والنقاش الدائر حول مسائل ذات اهتمام مشترك». وبحث نيك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني مع كلينتون في قضية التسريبات في وقت نقلت وسائل الإعلام في بريطانيا عن موقع «ويكيليكس» وثائق «محرجة» تفيد بأن لندن تعهدت لواشنطن سراً بتقييد نطاق التحقيق الخاص بحرب العراق في بريطانيا، وذلك بهدف حماية المصالح الأميركية. وأبلغ كليغ كلينتون بأن هذه التسريبات «لن تؤثر في علاقاتنا القوية، وستستمر المملكة المتحدة في التعاون مع الولاياتالمتحدة بالعمق والتقارب الذي كان قائماً». لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيّب اردوغان عبر عن استيائه من مضمون التسريبات، بدعوته الولاياتالمتحدة الى حض ديبلوماسييها على تقديم شرح في شأن تقاريرهم. ونقلت وكالة انباء «الأناضول» التركية شبه الرسمية امس، عنه قوله إن «افتراءات» الديبلوماسيين، التي اعتمدت على تفسيرات خاطئة، تلزم الولاياتالمتحدة في المقام الأول. وأضاف: «بالتالي، على الولاياتالمتحدة أن تطلب من ديبلوماسييها تفسيراً». يأتي ذلك بعدما اوردت الوثائق المسربة أن ديبلوماسيين أميركيين شككوا في تقارير لهم في إمكان الاعتماد على تركيا كشريك، ويصوّرون القيادة التركية على انها منقسمة ومخترقة من قبِل «الإسلاميين» وأن مستشاري أردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو، «قليلو الفهم في السياسات التي تتخطى حدود تركيا». كما تضمنت التسريبات اتهام اردوغان باستغلال علاقته مع طهران لتأمين عقود مشاريع في ايران لمقربين منه. وفي جديد التسريبات امس، برقيات مفادها ان الرئيس السوري بشار الاسد ابلغ سياسيين اميركيين ان الاجهزة السورية انقذت «ارواح اميركيين»، في اشارة الى معلومات نقلها للبحرين عن هجوم وشيك على مواطنين اميركيين. لكن الوثائق نقلت عن الأسد تأكيده أن دمشق لن تستأنف التعاون الامني مع واشنطن قبل ان تتحسن العلاقات السياسية. كما ابلغ مسؤولين اميركيين بأنه غير مقتنع بشكوك الغرب بأن إيران تطور اسلحة نووية. وفي تصريح لافت، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، الى «الصدق» و «التماسك» في الديبلوماسية إثر التسريبات الجديدة لموقع «ويكيليكس». وقال للإذاعة الاسرائيلية العامة: «علينا دائماً ان نكون صادقين ومسؤولين في المناسبات العلنية والخاصة على حد سواء. كنت اعلم ذلك قبل تسريبات ويكيليكس وبات هذا الأمر واضحاً للجميع». وأضاف ان «على دولة اسرائيل الا تقلق من تسريبات ويكيليكس» معتبراً ان معظم الوثائق تكشف «تعليقات على تعليقات يجب ألا تؤخذ على محمل الجد». وتوقع الوزير الاسرائيلي ان تؤدي التسريبات الى «تغيير اساسي في قواعد الديبلوماسية». في غضون ذلك، كشفت وثائق مسربة ان ملك الأردن عبدالله الثاني نصح المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة جورج ميتشل بأنه «في حال كان لا بد من اجراء محادثات اميركية - ايرانية مباشرة فإن القيادة الأردنية تصر على ان لا يتم ذلك على حساب المصالح العربية، وخصوصاً للدول المعتدلة كالأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والسلطة الوطنية الفلسطينية التي ترأسها حركة فتح»، فيما ردت عمان على التسريبات بتأكيد موقف الاردن الرافض أي عمل عسكري ضد ايران وتحذيرها من النتائج الكارثية لذلك. في واشنطن، قال بيرنز إن كشف موقع «ويكيليكس» أكثر من 250 ألف برقية لوزارة الخارجية الأميركية «ألحق ضرراً كبيراً بالجهود الديبلوماسية» لبلاده. وأضاف أمام لجنة تابعة للكونغرس: «الحقيقة هي أن خيانة الثقة التي شهدناها من خلال تسريبات ويكيليكس ألحقت ضرراً كبيراً بقدرتنا على القيام بجهودنا الديبلوماسية».