في غرفة مستطيلة تعبق فيها رائحة الكتب وألوانها المصممّة بألف شكل وشكل، اجتمع أكثر من 30 شخصاً في المكتبة العامة لبلدية بيروت في شارع مونو، لإطلاق أول دليل لكتّاب ورسامي كتب الأطفال في لبنان، حول الملكية الأدبية والفنية التي تعاني الأمرّين في بلد ما زالت ثقافة حماية الملكية الفكرية فيه شبه معدومة. أعدّ الدليل وعنوانه « يوميات فكرة مسروقة» وهو فكرة وتنسيق رانيا الزغير، المحاميان خليل غصن وعبد العزيز جمعة، ومجموعة من المصمّمين والرسامين في شركة «زير فور ديزاين»، وبالتعاون مع دار «الخياط الصغير». وموّلت المشروع مؤسسة «سيدا» السويدية، بدعم من مؤسسة «أنا ليند» وجمعية «السبيل» التي تُعنى بإقامة المكتبات العامة وتشجيع القراءة في لبنان، واحتفالية «بيروت عاصمة عالمية للكتاب». وخلال اللقاء الذي تخلّلته نقاشات وأسئلة لمدّة ساعتين، شرح وليم شقير من شركة «ذير فور ديزاين» عملية تصميم الدليل ليكون في متناول الجميع في أي وقت كان. عرض وأغنية ثم عرضت رانيا الزغير أهمية المشروع وفكرته التي انطلقت عام 2007 ضمن مشروع أوسع حول أدب الأطفال وحماية الملكية الأدبية والفنية. وتطرق المحامي خليل غصن للمسائل القانونية في الموضوع ذاته. وتخلّل اللقاء عرض كوميدي لهشام جابر، وأغنية «راب» حول موضوع الملكية الفكرية. ويعتبر الدليل الأول من نوعه الذي يفسّر بالتفصيل كيفية تعامل الكاتب أو الرسام أو المصمّم الغرافيكي مع الناشر الذي يرغب في توقيع عقد معه لنشر كتاب أو ما شابه، أو لطرح فكرة على دار نشر أو مؤسسة معيّنة. يوزّع «يوميات فكرة مسروقة» مجاناً، وهو كتيّب صغير أسود اللون مشغول بتقنية مبدعة ورسوم معبّرة ومسليّة، وخطّ عربي جذاب مريح للقراءة. يُقسم الدليل الى أربعة أقسام، في الأول تجد أسئلة وأجوبة لمساعدة حامله على معرفة حقوقه في ملكيته الأدبية والفنية وسبل حمايتها، من خلال شرح بعض النقاط القانونية غير المفهومة للبعض. مثل الحق المعنوي والحق المادي، وماذا يشترط في العمل الأدبي كي يستفيد من الحماية؟... ويشمل القسم الثاني الدليل التطبيقي حول كيفية التفاوض وإبرام العقد مع دار النشر، اضافة الى قائمة تشرح كيفية فحص العقد ليتأكد الكاتب أو الفنان أن كل البنود القانونية موجودة فيه. وخصّص القسم الثالث لعقد نشر المؤلف (التزامات المؤلف، التزامات الناشر، الحقوق المالية، مدّة العقد، أحكام خاصة، حل النزاعات...)، وفيه تنبيه للقارئ أو حامل الدليل، على أنه ما من عقد نموذجي يمكن العودة إليه في كل الحالات، إذ إن العقد الصحيح هو الذي يتلاءم مع وضع فريقي التعاقد. أما القسم الرابع، فيحتوي على مواقع الكترونية لروابط مفيدة مثل الجمعية اللبنانية للملكية الفكرية... وغيرها.