اطلقت الالعاب النارية والمفرقعات ليلة الاثنين في عدد من المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية عقب انتهاء مباراة برشلونة وريال مدريد التي انست الفلسطينيين على مدى ساعتين هموم السياسة. ورقص شبان في الشوارع واطلقوا ابواق سياراتهم فرحا بفوز برشلونة بنتيجة 5-صفر في حين برزت خيبة الامل على وجوه مشجعي ريال مدريد. وابدى الفلسطينيون اهتماما كبيرا في مباراة "الكلاسيكو" بين برشلونة وريال مدريد رغم الاوضاع السياسية التي تعصف بالمنطقة، والحديث الدائر عن تعثر المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وبرزت مظاهر الاهتمام في المباراة في الشارع الفلسطيني قبل اجرائها بحوالى اسبوع، لدرجة ان مخزون بعض المحال الرياضية من رايات وشعارات الناديين نفدت قبل ايام من المباراة. واطلق الشاب كرم خليل (26 سنة) صاحب مقهى في مخيم قلنديا للاجئين في الضفة الغربية، على المقهى اسم " مقهى كلاسيكو" تعبيرا عن شغفه بالمباراة. واعلن كرم لشبان المخيم انه سيقدم كل المشروبات والاطعمة على حسابه الشخصي في حال فاز ريال مدريد على برشلونة. وخصص كرم قاعة تتسع لاكثر من 200 مشاهد، ما يعني انه لو فاز ريال مدريد لكلفه ذلك غاليا ثمن المشروبات والمأكولات لهذا العدد من المتابعين. ويقول كرم لوكالة "فرانس برس": "الخسارة غير مهمة، المهم ان اشعر بشيء من المتعة، وانا شخصيا اتابع الدوري الاسباني منذ وقت طويل". ويوضح كرم بان شبان المخيم بدأوا التحضير لمشاهدة هذه المباراة منذ اكثر من اسبوع، مشيرا الى انه جهز قنابل مضيئة (احتفالية) لاطلاقها في حال فاز ريال مدريد. وعن تقديراته لسبب الاهتمام الكبير من قبل شبان المخيم بهذه المباراة، يؤكد كرم الذي اعتقل في السجون الاسرائيلية خمس مرات "الناس بتقديري مصابة بحالة من الملل وتبحث عن اي شيء يمنحها المتعة والراحة". ويقول الشاب اسحق الكسبة، وهو من المهتمين بالرياضة في المخيم ان "حالة هستيرية من التشجيع والمناكفات عاشها شباب المخيم منذ ايام في انتظار هذه المباراة، ورقص مشجعو برشلونة عقب الفوز". ويوضح ان شبانا من مشجعي الفريقين، "جهزوا اماكن وطقوسا للاحتفالات بعد المباراة في حال فوز الفريق الذي يشجعونه". وشكل اليومان الماضيان مصدر دخل جيد بالنسبة لصاحب محل الادوات الرياضية محمد خميس، وسط مدينة رام الله القريبة من المخيم. ويشير خميس الى اقبال كبير من الزبائن على رايات وملصقات ناديي برشلونة وريال مدريد. ويضيف "حجم الاقبال من الزبائن كان لا يطاق لدرجة ان كل المخزون من رايات وملصقات الناديين نفد لدي". وافردت الصحف الفلسطينية الثلاث الرئيسية (القدس والايام والحياة الجديدة) صفحتين لكل منها في رصد توقعات مسؤولين فلسطينيين رياضيين ومشجعين لمن سيفوز في هذه المباراة. ويقول بدر مكي، وهو احد المحررين الرئيسيين في صحيفة "الحياة الجديدة" الرياضية، ان اهتمام صحيفته بهذه المباراة "ينبع اصلا من الاحساس الكبير لتأثير المباراة على الشارع الرياضي الفلسطيني". ويتابع "هناك من الرياضيين الفلسطينيين من يتابع المباراة لاسباب رياضية، وبسبب اهتماماته الرياضية الشخصية، لكن هناك من يتابع ويعلن تشجيعه لفريق ضد فريق اخر كنوع من المناكفة التي يعهدها الشارع الفلسطيني اصلا". من جهته، يقول محمود السقا رئيس القسم الرياضي في صحيفة "الايام" ان اهتمام الشارع الفلسطيني بهذه المباراة سببه ان الدوري الاسباني هو من اقوى بطولات الدوري في العالم. والاهتمام الفلسطيني بمباراة برشلونة وريال مدريد لم يقتصر على الرياضيين الفلسطينيين بل عبر اشخاص عاديون عن تأييدهم لبرشلونة او ريال مدريد، حتى ان مواقع نشرت توقعات قياديين فلسطينيين بنتيجة المباراة. ويوضح السقا "بالتأكيد ان الضغط الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لاسباب سياسية يدفعه في كثير من الاحيان الى البحث عن متنفس يجعله يعيش متعة معينة وان كانت هذه المتعة في مباراة كرة قدم".