سيول - يو بي أي - أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تيه يونغ اليوم الاثنين ان كوريا الجنوبية ستقوم بتشديد قواعد الاشتباكات العسكرية للسماح للقوات البحرية والجوية بالرد الفوري على هجمات من قبل كوريا الشمالية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن كيم قوله في اجتماع برلماني "سنعدل قواعد الاشتباكات العسكرية كي تستطيع القوات البحرية والجوية أن ترد فوراً على أية هجمات". وفي رد على ملاحظة نائب برلماني لفت إلى قواعد الاشتباكات العسكرية الكورياة الجنوبية ليست كافية في الرد على هجمات كوريا الشمالية باطلاق قذائف المدفعية على جزيرة كورية جنوبية في الحدود بين الكوريتين في البحر الغربي، قال كيم ان القوات البحرية الجوية جهزت لمثل هذا الوضع. لكنه أضاف "أعتقد ان ذلك ليس كافياً". وتعرض أسلوب الرد العسكري الكوري الجنوبي على الهجمات لانتقادات قوية، حيث جاء أول رد على الهجمات بعد مرور 13 دقيقة من الهجمات المدفعية الكورية الشمالية. وقبل مكتب الرئاسة تقدم كيم باستقالته في الأسبوع الماضي، وينتظر أن يمثل خلفه امام البرلمان لاعتماد تعيينه. من جهة أخرى، قالت مصادر دفاعية كورية جنوبية ان الجيش الكوري الجنوبي قرر مضاعفة عدد المدفعيات من طراز كي 9 على الجزيرة الحدودية التي تعرضت للقصف الكروي الشمالي. وأشارت المصادر إلى ان الجيش نشر حوالي 5 إلى 6 مدفعيات إضافية على جزيرة يونبيونغ بالقرب من المياه الحدودية المتنازع عليها مع الشمال في وقت مبكر من اليوم. وامتنع مسؤولون عسكريون عن تأكيد خبر نشر المدفعات على الجزيرة. وكان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك تعهد اليوم الاثنين برد صارم على أيه اسفزازات عسكرية محتملة من قبل كوريا الشمالية، متحملاً مسؤولية "عدم حماية أرواح الشعب وممتلكاته" خلال القضف الكوري الشمتالي لجزيرة "يونبيونغ" الحدودة. ونقلت "يونهاب" عن لي تحمله، في خطابه الموجهة للأمة، مسؤولية عدم حماية ارواح الشعب وممتلكاته خلال الهجوم المدفعي الكوري الشمالي، الذي تسبب بمقتل جنديين ومدنيين وعشرات الجرحى. ووعد لي بتقديم الدعم لسكان جزيرة يونبيونغ، التي تعرضت للقصف، عبر خطة شاملة لإعادة الإعمار. وقال ان الهجوم الكوري الشمالي الأخير يعتبر الأول من نوعه الذي يشهده تاريخ كوريا، واصفاً إياه بالجريمة ضد الإنسانية لأنه تمت مهاجمة مدنيين ما تسبب بسخط عام وسط الشعب الكوري الجنوبي بلا استثناء. وأكد لي انه من الصعوبة بمكان توقع تخلي كوريا الشمالية عن طموحاتها النووية وسياستها العسكرية المغامرة بتلقاء نفسها. وتعهد أيضاً بأن الهجوم الكوري الشمالي "سيلقى عقاباً مناسباً بقدر ما قام به في المستقبل"، مشيراً إلى ان "المجتمع الدولي أبدى تأييده لموقفنا، حيث شاركت العديد من الدول على رأسها الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وحتى روسيا في إدانة كوريا الشمالية". وأشار إلى ان "الولاياتالمتحدة أبدت على وجه الخصوص نيتها في الرد الصارم وبصورة عملية ". وطلب لي من الشعب الكوري مواجهة كوريا الشمالية بشجاعة أمام أية تهديدات أو استفزازات عسكرية، مشيراً إلى ان بلاده ظلت صابرة أمام الاستفزازت الكورية الشمالية. كما أعرب عن ثقته التامة في الشعب الكوري لتجاوز الأزمة كما شهد التاريخ الكوري في حالات تعرض البلاد لأزمات. وقال ان كوريا الشمالية لن تنجح في محاولة تفتيت وحدة الشعب الكوري الموحد. وتعهد لي ببذل مساعيه لتعزيز القوات العسكرية، عبر الخطط الإصلاحية الدفاعية المخططة سابقاً. وإذ اعتبر انه من الصعب توقع تخلي كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية وسياسة حافة الهاوية العسكرية، أكد ان سيول ستدفع بيونغ يانغ ثمن أية استفزازات في المستقبل. وختم خطابه بالقول انه "حان الوقت للعمل من دون كلام، ثقتكم في الحكومة والجيش والشعب الموحد هي أفضل أمن دفاعي". وفي سياق متصل، قال مسؤولون كوريون جنوبيون اليوم الاثنين ان الحكومة ستقدم استشارات طبية حول صدمة سكان جزيرة يونبيونغ لمساعدتهم على الشفاء من الصدمة النفسية الناجمة عن الهجوم المدفعي الكوري الشمالي الأسبوع الماضي. وأوضحوا ان الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ (NEMA) تقدم استشارات لضحايا الهجوم ولحوالي 400 شخص من سكان الجزيرة الذين لجأوا إلى أنتشون. وقالت الوكالة انها تخطط لبناء مركز منفصل للعلاج النفسي بالتعاون مع مجلس بلدية المدينة. وقال المسؤول في الوكالة كيم يونغ تشول "نحن نبحث عن مكان منفصل بعد أن رأينا انه من الصعب تقديم الاستشارات لعدد كبير من السكان في ظل الظروف الحالية". يذكر انه بحسب نتائج مسح أجري خلال نهاية الأسبوع ، يشكو أكثر من 50 من سكان الجزيرة من مختلف الأعراض المرضية جراء الصدمات الناتجة عن هجوم الثلاثاء من ضمنها خفقان القلب والغثيان. وقال مسؤولون حكوميون كوريون جنوبيون ان حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم الكوري الشمالي على الجزيرة الحدودية بلغ حوالي 5 مليار وون (4.34 مليون دولار).