شارك أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون من المغاربة أمس في أكبر تظاهرة سلمية حاشدة في الدارالبيضاء، احتجاجاً على مواقف الحزب الشعبي الإسباني إزاء قضية الصحراء و «تسرّع البرلمان الأوروبي» في إصدار قرار لم يكن منصفاً وفق المقاربات المغربية. ويذكر هذا العدد الهائل في مسيرة شعبية مرتبطة بتطورات قضية الصحراء، بالمسيرة الخضراء التي أقرها الملك الراحل الحسن الثاني لاسترداد المحافظات الصحراوية التي كانت واقعة تحت الاحتلال الإسباني في تشرين الثاني (نوفمبر) 1975 وشارك فيها 350 ألف شخص، زحفوا حاملين المصاحف والأعلام المغربية في اتجاه الصحراء. وانتقد رئيس الوزراء الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي موقف الحزب الشعبي الإسباني المعارض، مؤكداً أنه لم يعد يتحدث عن دعم بوليساريو فقط، وإنما «يتحدث اليوم عن كون الصحراء إسبانية». كما انتقد قرار البرلمان الأوروبي، مشيراً الى نوع من التحالف بين اليمين المحافظ واليسار الراديكالي، وقال ان المسيرة وجهت رسائل واضحة الى الجزائر وإسبانيا. وأوضح ادريس لشكر القيادي في الاتحاد الاشتراكي ان الأطراف التي «تشكك في مغربية الصحراء عليها ان تصغي جيداً الى نبض الشارع المغربي». فيما أكد القيادي الإسلامي عبد الإله بن كيران ان هذه التظاهرة العارمة تعكس إجماع الشعب المغربي حول قضيته الأساسية، وأن تلك الخلافات تذوب في مواجهة «خصوم الوحدة التراثية». وإلى جانب الأحزاب السياسية في المعارضة والموالاة شاركت كل النقابات والتنظيمات غير الحكومية وأطياف المجتمع المدني في مسيرة الدارالبيضاء، وكان لافتاً ان آلاف الرعايا المتحدرين من أصول صحراوية قدموا من المحافظات الصحراوية للمشاركة في مسيرة أمس التي اكتظت بها أهم شوارع المدينة، وواجهت المسيرة صعوبات في التقدم نتيجة كثافة الحضور الذي امتد على كيلومترات عدة الى مداخل المدينة.