تناقلت أهم الصحف العالمية في عددها الصادر أمس، تفاصيل إحباط السلطات الأمنية السعودية 10 مخططات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار داخل المملكة، بعد تفكيك الأجهزة الأمنية 19 خلية، والقبض على أعضائها البالغ عددهم 149 شخصاً بينهم امرأة واحدة. وأكدت الصحف الدولية التي تناقلت الخبر على أهمية هده العملية، التي تأتي في ظروف تشوبها حساسية أمنية، خصوصاً أن عدد من الدول الأوروبية رفعت مستوى تحذيرها الأمني، إضافة إلى نقلها لما جاء في المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي. وعددت صحيفة «وال ستريت جورنال» حصيلة الأمن السعودي في الفترة الأخيرة، ووصفت الصحيفة أجهزة الأمن السعودي وتحديداً جهاز الاستخبارات بالمفتاح الذي مكن من إحباط مخطط «الطرود المفخخة»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن السلطات السعودية نجحت من خلال حملاتها القوية لمكافحة الإرهاب في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية، وإيقاف عدد من المطلوبين والمتورطين. وأثار الخبر اهتمام شبكة «سويس إينفو» للأنباء، إذ قامت الشبكة في نسختها الإنكليزية بنقل بعض التحليلات التي واكبت الخبر، التي أكد خلالها محللون وخبراء أمنيين أن الأجهزة الأمنية السعودية تتميز بكفاءة عالية، وتقود حرباً لا هوادة فيها على الإرهاب والتشدد، وذكرت في نهاية تقريرها، أن إحباط الطرود المتفجرة التي كانت مرسلة إلى الولاياتالمتحدة جاء بفضل يقظة السلطات الأمنية السعودية، التي أبلغت نظيرتها الأميركية. من جانبها، نقلت صحيفة «مونتريال جازيت» الكندية تصريحات نيل باتريك لوكالة رويترز وهو محلل مستقل في شؤون الشرق الأوسط تأكيده لوجود مشكلات أمنية قادمة من اليمن، إلا أنه أضاف: «في الأعوام الخمسة الماضية، أصبحت الأجهزة الأمنية السعودية أكثر كفاءة في اعتراض التهديدات الأمنية، ليست الموجهة إلى أهداف سهلة فقط، بل أيضاً تلك الموجهة إلى المنشآت الكبرى». في المقابل، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن إحباط السعودية لهده المخططات يأتي وسط مخاوف عالمية حول الجماعات الإرهابية التي تتخذ من اليمن مقراً لها، التي أعلنت مسؤوليتها عن محاولة إرسال متفجرات عبر شركات توصيل الطرود إلى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي، واستمرار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بالتعهد باستهداف الولاياتالمتحدة، مع استبدال خططها القديمة بإستراتيجية جديدة، تركز فيها على الهجمات الصغيرة، التي تستهدف في المقام الأول إتلاف النظام المالي. وعلى رغم اعتبار الصحيفة أن القوة والتطور الدين تتميز بهما الأجهزة الأمنية في السعودية دفع بأعضاء التنظيم إلى الهرب نحو اليمن، كون المملكة لم تعد بيئة مناسبة للمتشددين، إلا أن الباحث في مؤسسة الأبحاث النرويجية قال للصحيفة: «على رغم الضربات الاستباقية التي يوجهها الأمن السعودي للإرهابيين والمتطرفين، ونجاحه الكبير في إحباط مخططاتهم، إلا أنه لا يجوز اعتبار أن التطرف أو الإرهاب قد غادر السعودية». واعتبرت صحف أوروبية وأميركية تصدي الأمن السعودي وملاحقته للإرهاب والتطرف مساهمة مهمة في التصدي للإرهاب الدولي، خصوصاً مع زيادة القلق الدولي من نمو القاعدة في اليمن المجاور للسعودية.