استعاد ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام، بريقه، بعد أن خضع لعمليات الترميم والصيانة. ويُعود بناء مسجد جواثا الذي يقع شرق محافظة الأحساء، إلى السنة السابعة للهجرة، إذ شيدته قبيلة بني عبدالقيس، بعد وفادتها الثانية على الرسول صلى الله عليه وسلم، في المدينة. واستقطب مسجد جواثا الأثري، خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، اهتمام الكثير من زائري محافظة الأحساء، بعد إعادة افتتاحه أمام الزوار. ووجد مصورون فوتوغرافيون في افتتاح المسجد، فرصة سانحة لالتقاط صور لهذا الموقع الأثري، مصطحبين أطفالهم للتعرف عليه، وأيضاً لالتقاط صور لهم فيه. وقال مدير مكتب الآثار في محافظة الأحساء وليد الحسين: «إن المواقع الأثرية، مثل مسجد جواثا الأثري، وقصر إبراهيم، ومدرسة الهفوف الأولى، ومنزل البيعة، التي افتتحت أبوابها للزائرين، حظيت بزيارة من جانب المهتمين في الآثار ومحبي التصوير»، معتبراً المسجد «من أكثر المواقع الأثرية شهرة ورغبة من جانب المقيمين في المملكة، لزيارته والصلاة فيه». وأضاف أن «جواثا بعد ترميمه، سيحظى بزيارات كثيرة، نظراً لإعادة المسجد في شكله المعماري القديم، الذي كان قائماً بثلاثة أروقة. وتمت إعادته كما كان عليه، بحسب ما تشير إليه الكتب التاريخية». وأكد أن «المعمار الهندسي للمسجد الحالي، سيجعل من جواثا مقصداً سياحياً»، مشيراً إلى أن مواعيد الزيارة ستكون، من ال11 صباحاً وحتى الخامسة مساءً. أما قصر إبراهيم ومنزل البيعة ومدرسة الهفوف الأولى، فمن السبت إلى الأربعاء، من الثامنة صباحاً، إلى الثانية ظهراً. ومن الخامسة وحتى السابعة مساءً. ويوم الخميس في الفترة الصباحية من التاسعة إلى الواحدة. والجمعة في الفترة المسائية فقط، من الخامسة إلى الثامنة. واعتبر المصور موسى المرزوق، مسجد جواثا في شكله المعماري الحالي «تحفة هندسية فنية، تثير رغبة المصورين لزيارته، والتقاط الصور»، موضحاً أنه اصطحب أطفاله «للتعرف على هذا المسجد، كي يبقوا على صلة به». وأشار الباحث في الآثار خالد الفريدة، إلى أن المسجد من المواقع الأثرية القليلة، والتي «لا تزال قائمة، ويعرف موقعها. وزيارته متاحة، وهو قائم حتى الآن. ويقع شرقي قرية الكلابية (إحدى القرى الشرقية في الأحساء)، موضحاً أن كتب التاريخ تشير إلى أن مسجد جواثا «أقيمت فيه ثاني صلاة جمعة في الإسلام، بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، في المدينةالمنورة. وروى البخاري بالسند عن ابن عباس أن «أول جمعة جمعت في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت في مسجد عبدالقيس في جواثا». وذكر الفريدة، الذي شارك في عملية ترميم المسجد في العام 1412ه، أن «عملية الترميم كشفت أنه لم يبق من المسجد سوى رواق القبلة، والرواق الشرقي، فبقى في القبلة أربعة أعمدة، تحمل ثلاثة أروقة مدببة. أما الشرقي فبقى منه ثلاثة أعمدة، تحمل رواقين مستديري الرأس. وهذا يعني أن هذين الرواقين الباقيين من المسجد ليسا من فترة معمارية واحدة، لعدم تجانس شكلهما ومادة بنائهما، إذ لوحظ أن الشرقي مجصص، أما الغربي (القبلة) فهو غير مجصص، وفي الجهة الشمالية منه انتهى كتف العمود الشمالي في كتلة كبيرة من الطين، بدلاً من أن ينتهي بقوس، كما هو الحال في الجهة الجنوبية». ويفسر ذلك بأن المسجد «مر بعمليات ترميم وإعادة بناء لأكثر من مرة»، مضيفاً أن «ترميم المسجد وتطويره الذي خضع له أخيراً، أعاد لمسجد جواثا هندسته المعمارية المناسبة لمكانته الدينية».