عاد الهدوء أمس إلى محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة)، بعدما احتوت السلطات تظاهرات شارك فيها المئات في مناطق متفرقة من المدينة المطلة على ساحل البحر المتوسط، على خلفية رفض قرار حكومي بخفض الحصة الفردية من رغيف الخبز، قبل أن يخرج المسؤولون في وزارة التضامن لنفي تلك الأنباء، فيما وقعت مناوشات جانبية بين المتظاهرين الذين قطعوا طرقاً رئيسة، وقوات الشرطة. واندلعت التظاهرات أمس في أماكن متفرقة من الإسكندرية احتجاجاً على عدم تمكن المواطنين من الحصول على الخبز، على خلفية قرار وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي الذي قضى بخفض الحصة الفردية التي يتم صرفها من الخبز من 5 أرغفة إلى 3 فقط. وتسببت التظاهرات التي نظمها الأهالي في توقف حركة المرور حيث منع المحتجون باصات النقل العام وسيارات الأجرة من المرور. وحدثت مشادات كلامية بين السائقين والأهالي بسبب قطع الطريق، وتوقفت حركة المرور في كل من منطقة كيلوباترا، وفي شارع المعهد الديني بالعصافرة، ومنطقة المطار، والرابعة، والناصرية، ومناطق عدة بالعجمي ومنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، وفي المنشية بشارع «السبع بنات»، أحد أهم الشوارع الرئيسة بالمحافظة، حيث يقع مكتب التموين. وآثر وكيل أول وزارة التموين بالإسكندرية مبارك عبدالرحمن الرحيل سريعاً من مكتبه بعد محاصرة عدد من المحتجين الغاضبين مقره. وخلال التظاهرات ردد الأهالي هتافات منها «اتفرج يا سيسي ... سرقوا رغيفي»، «الشعب يريد إلغاء القرار»، «مش هنمشي ... كله إلا العيش»، و «إلا رغيف العيش». وقد قام عدد من أفراد الأمن بتحويل المرور إلى الشوارع الجانبية لتسيير حركة تنقل العربات بعدما تسببت التظاهرات في ازدحام مروري في الشوارع الرئيسية، مما نتج منه مناوشات بين الأمن وبين الأهالي الذين اضطر رجال الأمن إلى تقريقهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع. وأوضح رئيس شعبة أصحاب المخابز بالغرفة التجارية في الإسكندرية عبدالعال درويش أن أصحاب المخابز قاموا بتطبيق قرار وزارة التموين بتخفيض صرف حصة الخبز، ما أثار حالة من الاستياء والغضب في الشارع السكندري. لكن وكيل وزارة التموين في الإسكندرية أكد قبل مغادرته مكتبه استمرار حصول المواطنين على الخبز في شكل طبيعي، مؤكداً عدم صحة ما تردد من أنباء عن خفض عدد أرغفة الخبز المقدمة للمواطنين أصحاب البطاقات التموينية وبطاقات الخبز. يُذكر أن منظومة الخبز في مصر تقضي أن نصيب الفرد 5 أرغفة يومياً من الخبز المدعم بسعر 5 قروش للرغيف (بواقع 150 رغيفاً في الشهر) على ألا يزيد ما يحصل عليه الفرد الواحد يومياً عن 40 رغيفاً، وعندما يقوم الفرد بتوفير جزء من حصته من الخبز، يحصل في المقابل على سلع تموينية أخرى، وذلك خلال الأسبوع الأول من الشهر التالي.