اكد السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون ان بلاده ترغب بلقاء رؤساء الاحزاب السياسية في لبنان، مشيراً بعد زيارته رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون في الرابية امس، ان الاخير «كان اول الزائرين وافتتح اللقاء مع الرئيس الفرنسي، وهدف زيارتي اليوم ان استطلع نتائج محادثاته في باريس وكيف نستطيع ان نتابع النتائج عمليا». وقال بييتون في تصريح بعد اللقاء: «السيد برنار كوشنير عندما زار لبنان اخيراً دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الى زيارة فرنسا وكذلك فعل الرئيس ساركوزي ولغاية اليوم ليس هناك من تاريخ للقاء الحريري - ساركوزي. ولكن اقول ان الدعوة ما زالت قائمة ونأمل ان تتحقق قريبا». وعن الهدف من استقبال فرنسا لكل الاتجاهات والاراء السياسية، قال بييتون: «نحن ندعم المحكمة الدولية وايضا نحن كأصدقاء لبنان نهتم بالاستقرار فيه. اذاً اليوم لسنا في وارد الاختيار بين المحكمة والاستقرار بل نحن نريد العدالة والاستقرار في لبنان. هذه هي القضية التي تتابعها فرنسا». وعما اذا كانت فرنسا تعتبر ان لبنان في خطر، قال: «أرى ان هناك قلقا وان خف قليلا خلال الايام الماضية، ولكن نحن مهتمون». وترأس عون لاحقاً الاجتماع الدوري لتكتله وأوضح بعد اللقاء ان زيارته فرنسا «كانت مفيدة جداً وأوضحنا موقفنا مما يحدث في لبنان وطلبنا احترام شروط العدالة وتصحيح مسارات التحقيق للوصول الى الحقيقة المنشودة من الجميع، وكان هناك تفهم من الرئيس الفرنسي والمسؤولين والمضمون وصل مقطّعاً الى هنا». وتوقف عند الوثائقي الذي بثته محطة «سي بي سي» عن التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري قائلاً: «هناك علامات استفهام كبيرة ما يستوجب التوسع في التحقيق في ما يتعلق بالعميد وسام الحسن وهو احد شهود الزور الأساسيين وتبين انه لعب دوراً مخفياً و «سي بي سي» مؤسسة رسمية كندية وليست شركة خاصة وننتظر جواباً من العميد الحسن نفسه الم تحاولوا سؤاله؟». وقال: «المحكمة جهاز مستقل والقرائن التي وضعت ثبتت الشكوك وموقفنا التساؤل وليس الاتهام». وتوقف عند قضية الموقوف بتهمة التعامل مع اسرائيل القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد فايز كرم وتحدث عن تجاوزات كبيرة حصلت «لجهة التهديد والضرب وأخذ افادات بالإكراه ويحق للمتهم ان يرفع دعوى ضد الجهاز القانوني الذي يحقق معه». ورأى ان «كل الاحتمالات مفتوحة اذا بقيت الأمور كلها فالتة، لكننا نعمل على احتواء الموضوع حتى لا يحصل الانفجار ولكن صعبة، وأوافق القول انني مقاطع للحوار، وأنا ابايعهم منذ الآن، ليتفقوا على طاولة الحوار وأنا اصدق على كل ما يتوافقون عليه». واعتبر ان عدم اخذ القرار في قضية شهود الزور هو «الذي جمد الأمور»، ورأى اننا في «مرحلة انتظار وان شاء الله تحصل مبادرة جديدة اوسع من مبادرة س- س، اي دولية وتعطي نتيجة». استشهد ب «لعنة القصر» وذكّر عون بما أورده رئيس تحرير «الحياة» غسان شربل في كتابه بعنوان «لعنة القصر»، وفيه أحاديث مع الرئيسين نبيه بري ورفيق الحريري «الذي قال رداً على سؤال عن الملف القضائي بحقي»: «إن كنت تتفق مع عون أو تختلف معه فلا بد أن تعترف معه بأنّ الملف سياسي». ولفت الى ان شربل «نقل عن الرئيس رفيق الحريري تأكيده حصول تحويلات مالية بقيمة نصف مليون دولار شهرياً لدعم الجيش اللبناني في عهد الرئيس أمين الجميل مع إجابته رداً على سؤال بأنه لم يلحظ أي شكاوى من المخالفات في صرف هذه المبالغ التي استمرت على مدى تسعة أشهر قبل ان تتوقف حين أصبح هناك حكومتان في البلد». وأضاف عون: «رداً على سؤال للصحافي شربل حول ما إذا عُرض على الجنرال عون مبلغ 30 مليون دولار لكي يغادر قصر بعبدا، أجاب الرئيس رفيق الحريري: إذا كنت تقصد أنني من تقدّمت بالعرض فهذا غير صحيح». واستطرد عون بالقول: «بالفعل عُرض عليّ هذا المبلغ، لكن ليس هو».