بعد أن صمتت أصوات التهليل والتكبير التي انطلقت من حناجر الحجاج على مدى أسبوع، دوّى داخل المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة أمس (الثلثاء) هدير الآلات وأصوات الرافعات الثقيلة وغيرها من المعدات الإنشائية لتستكمل ما تركته خلفها من أعمال المشاريع التطويرية التي يجري تنفيذها لتقديم مزيد من الخدمات لحجاج بيت الله في الأعوام المقبلة. وعقب أن هدأت أخيراً محركات تلك الآليات لإتاحة الفرصة أمام ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم، أوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ل «الحياة» أن آليات المشاريع التطويرية عادت لمباشرة أعمالها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة يتقدمها أكثر من خمسة آلاف عامل يعكفون على تنفيذ هذه المشاريع التي تباشرها «الأمانة» والجهات الحكومية الأخرى، مشيراً إلى بدء العمل في المرحلة الثانية من مشروع قطار المشاعر، «كما بدأ العمل في تنفيذ مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي ستكون محطته عند تلاقي الطريق الدائري الثالث مع ميدان الدوارق في منطقة منتزه الحكير». وأبان أن آليات الرافعات والمعدات الثقيلة باشرت أمس أعمالها لاستكمال مخارج الأنفاق في منطقة جبل «دفان» في الحجون ودحلة حرب وأمام الحلقة القديمة في جرول والمخرج في ريع الرسام قبل القبة، إضافة إلى مشروع محطة الخدمات المركزية التي تقع في حي البيبان، وسيتم تنفيذ هذه المشاريع خلال الأيام المقبلة، كما يجري العمل حالياً في مشروع الطريق الدائري الثالث في الجزء الذي يبدأ من خلف سوق الحجاز وينتهي عند مسجد السيدة عائشة، إذ ستتم إزالة ما يقرب من 600 عقار لصالح المشروع، كما يجري العمل في الضلع الغربي للطريق الدائري الثاني الذي يبدأ من البيبان ويستمر إلى قوز النكاسة، بينما سيبدأ الهدم والإزالة للعقارات البالغ عددها 1250 عقاراً تقريباً، كما يجري العمل في مشروع طريق الملك عبدالعزيز ومشروع جبل عمر والتوسعة الشمالية للحرم المكي الشريف. وفي الإطار ذاته، قال: «تحولت المشاعر المقدسة بمساحتها الإجمالية المقدرة ب 33 كيلو متراً مربعاً على مدى أسبوع إلى مدينة متكاملة، انتقلت إليها جميع الهيئات الرئاسية والرسمية لتقديم خدماتها لأكثر من ثلاثة ملايين حاج، وبعد انتهاء مناسكهم بدأت الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية في وزارة الشؤون البلدية والقروية حالياً استكمال مشاريع تصريف السيول في مشعر عرفات ومزدلفة، خصوصاً بعد أن نجح مشروع تصريف مشعر منى في تفادي خطر الأمطار التي هطلت يوم الثامن من شهر ذي الحجة من العام الماضي، إضافة إلى تنفيذ الطرق الرابطة بين مكة والمشاعر المقدسة واستكمال الصرف السطحي للأمطار في عرفات بعد إنشاء القنوات منذ ثلاث سنوات لتجميع مياه الأمطار من المخيمات والمربعات وتصريفها». وتابع: «إن تطوير عرفات يشتمل على مخطط كامل يحوي الخدمات والمرافق الأساسية كافة، مثل إيجاد مداخل ومخارج للمخيمات مرصوفة بالبلاط المعشق بحيث يصير المشعر واضح المعالم وتسوية المناطق المنخفضة ورفعها لتكون المخيمات كافة في ارتفاع واحد مع تخصيص مداخل للطوارئ سهلة الدخول والخروج وتحديد مواقع دورات المياه مع وضع غرف للمطوفين وأماكن للقطاعات الصحية، إذ سيستكمل هذا المخطط في السنوات المقبلة». وأفاد البار أن تطوير دورات المياه في المشاعر الثلاثة يدخل ضمن المشاريع المستقبلية، إذ تم توزيع المشروع على ثلاث سنوات وتصل كلفته الإجمالية إلى ما يقرب من720 مليون ريال، كما أن هناك مشروع إنشاء مواقف حجز للسيارات تم الرفع به للجهات العليا لخدمة حركة النقل وهو موزع على المشاعر الثلاثة في الشمال والشرق والجنوب لخدمة مواقف مشروع قطار الحرمين لتتم الاستفادة منه طوال العام في السنوات المقبلة. وفي سياق السيول والأمطار، أكد أن «الأمانة» وقعت عقود أربعة مشاريع جديدة خاصة بتصريفها وحماية الأحياء والشوارع من خطرها بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.3 مليون ريال، إضافة إلى مشروع عملية تنفيذ مواسير خرسانية لتصريف مياه الأمطار باتجاه وادي فاطمة في المنطقة السكنية في حداء بقرابة 500 ألف ريال، مشيراً إلى أن «الأمانة» تولي مشاريع تصريف مياه الأمطار عناية كبرى، إذ تبرم بصفة مستمرة العقود الجديدة وعقود الصيانة بهدف المحافظة على عناصر شبكات تصريف السيول كافة وضمان أدائها بشكل أفضل في درء ما يمكن أن تسببه الأمطار من أضرار. ومضى البار بالقول: «تواصل الأمانة تنفيذ مشاريع الطرق الدائرية التي يتم تنفيذها في العاصمة المقدسة ومنها الجزء الأول من الطريق الدائري الرابع الذي يربط ما بين المشاعر وجسر الملك فيصل في مزدلفة مع طريق (مكة - جدة) السريع، والجزء الذي يربط ما بين جسر الملك فيصل في بطحاء قريش، والجزء الآخر وهو تقاطع الطريق الدائري الرابع مع طريق الليث.