شيخ جميع الناس ذخرٍ تعده إن ضاقت الأيام واشتدت أزمان ملجا الرفيق ومن بعد كان ضده حتى العدو ينصاه لي ضاق به شان محدٍ وصل بالجود والطيب حده وانا اشهد إنه أكثر الناس إنسان أوجزت أبيات الأمير خالد الفيصل مداداً لن يجف في وصف كرم وجود الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتصف أبياته الجزلة طرفاً من عاطفة إنسانية جياشة امتلأ بها قلب (سلطان) فأفاضت على الناس خيراً وإحساناً وجوداً لا ينقطع. فحينما يمتلئ كتاب التاريخ بسرد قصص رجالات الحكم والسياسة، تُذكر أسماءهم مرتبطة بإنجازهم سياسي وتاريخهم في القيادة، يمتاز الأمير سلطان بن عبدالعزيز بكونه وجهاً قيادياً معروفاً في تاريخ المنطقة العربية، والعضيد الأمين لإخوته ملوك المملكة العربية السعودية. وبفضل علاقاته السياسية القوية مع الدول تمكن من إعلاء اسم المملكة ومكانتها عالمياً، كما أن تاريخه الطويل في خدمة الدولة جعله محبوباً من قبل مواطنيه، خصوصاً وأنه امتلك قلوب السعوديين بوجهه الإنساني المضيء، فلا تكف أياديه البيضاء عن العطاء إما بجهد المؤسسات الخيرية التي تجوب البلاد طولاً وعرضاً تتلمس حوائج الناس وترتفع راياتها في أنحاء العالم صانعة للسلام والخير أو بمبادراتها التي لا تتوقف في دعم الجمعيات الخيرية وكفالة الأيتام وإعالة الأسر الفقيرة وعتق الرقاب والتبرعات السخية لمن قصده في حاجاته أو من لم يقصده. حب السعوديين لسلطان توجه «سلطاناً للخير» حتى أصبح اسماً يعرفه به الناس فثغره الباسم ومحياه الطلق ينطقان عن أطيب السجايا وسعة الجود وعندما تضيق بوجه أحدهم الأرض بما رحبت يمم وجهه شطر سلطان فيخرج من عنده حائزاً شرف اللقاء وقاضياً على يديه حاجة ربما أرقت رقاده وعصي على النسيان وقفات الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع عائلات الشهداء من رجال الأمن والجرح في مواجهات المملكة ضد المعتديين على ثغرها الجنوبي فكان أول أعماله بعد عودته من رحلته العلاجية أواخر العام الماضي زيارة المصابين في المستشفيات ومؤاساتهم وسؤالهم عن حاجاتهم وإجراء العطايا والهبات عليهم. وتكفي مراجعة بسيطة لسجل التبرعات في المنظمات والجمعيات الخيرية لنجد اسم (سلطان) يتصدر اسم المتبرعين فالعمل الخيري بفروعه كافة يستمد قوته وكفاءته من عطاء الإنسان الأمير. عودة الأمير سلطان بن عبدالعزيز من إجازته الخاصة إلى أرض الوطن في هذا التوقيت هي مصداق لقول الشاعر العربي: إذا غاب منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول ففي الوقت الذي يودع الوطن مليكه وهو يدعو له بالشفاء والعودة العاجلة ها هو يستقبل نائب الملك وأمين العهد بعد طول غياب تحمله ريح طيبة تذرع المسافات وتختصر الأزمان لتلاقي الوطن بسلطان. «مسؤولون»: العطاء الوفير يرافق ولي العهد أينما حلّ