زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس سلطنة بروناي دار السلام، قادماً من إندونيسيا، والتقى خلالها السلطان الحاج حسن البلقيه سلطان بروناي دار السلام، وذلك بناء على دعوة من السلطان. وتأتي هذه الزيارة التاريخية لمزيد من التعاون الثنائي بين البلدين، وتتزامن مع مرور 30 عاماً على إنشاء العلاقات الديبلوماسية بين سلطنة بروناي دار السلام والمملكة العربية السعودية. وأكد بيان صادر بعد اللقاء إن خادم الحرمين والسلطان الحاج حسن البلقيه أجريا محادثات «أخوية بناءة، تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون بينهما في المجالات كافة، وبخاصة في مجال التعاون التجاري والاستثماري، بما في ذلك البحث عن الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين». واتفق القائدان على «تنشيط الاتفاق العام الموقع بين البلدين، الذي يشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والفنية والتعليمية والثقافية والشبابية والرياضية، وعلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والشؤون الإسلامية»، وعبرا عن تطلعهما إلى أن يخرج اجتماع «اللجنة السعودية البروناوية المشتركة، المقرر عقده هذا العام، بنتائج تخدم اقتصاد البلدين وتعزز التعاون بين القطاع الخاص فيهما». وأشاد السلطان حسن البلقيه بالجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار، منوهاً بما يلقاه حجاج بروناي دار السلام من عناية واهتمام. كما تبادل القائدان الآراء في القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك آخر المستجدات في الشرق الأوسط، وأكدا أهمية التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمضامين مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما أكد القائدان أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية على أساس «بيان جنيف1» وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وأهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للنازحين واللاجئين السوريين. وحدة اليمن وشدد القائدان على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية، على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، مؤكدين دعمهما السلطة الشرعية في اليمن، وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق اليمنية كافة. واتفق القائدان على تنسيق المواقف في منظمة التعاون الإسلامي والأجهزة المرتبطة بها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ومصلحة الأمة الإسلامية، كما أكدا ضرورة نبذ التطرف ومحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة أياً كان مصدره. وعبّر سلطان بروناي عن خالص تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على قيامه بهذه الزيارة التاريخية لسلطنة بروناي دار السلام، إذ قلد خادم الحرمين الشريفين وسام الأسرة المالكة لعرش بروناي، أعلى وسام في السلطنة. كما عبّر خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لسلطان بروناي دار السلام على ما لقيه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. استقبال حافل للملك سلمان فور وصول خادم الحرمين إلى مطار بروناي الدولي، كان في استقباله السلطان والأمير المهتدي بالله ابن السلطان حسن البلقيه ولي العهد كبير الوزراء، ووزير المالية الثاني الحاج عبدالرحمن بن الحاج إبراهيم، ووزير الشؤون الخارجية الثاني ليم جوك، ووزير الطاقة والصناعة الحاج محمد ياسين، وعدد من المسؤولين في بروناي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بروناي هشام بن عبدالوهاب زرعة، وأعضاء السفارة السعودية في بروناي. إثر ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين، يصحبه سلطان بروناي دار السلام، في موكب رسمي إلى قصر الآستانة نور الإيمان، وسط ترحيب شعبي، حيث اصطف طلاب المدارس للترحيب بمقدم خادم الحرمين الشريفين إلى بروناي. وفور وصول خادم الحرمين الشريفين إلى قصر الآستانة نور الإيمان جرت مراسم الاستقبال الرسمية، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بالملك سلمان، وعُزف السلامان الملكي السعودي والوطني البروناي. بعد ذلك استعرض حرس الشرف، ثم صافح خادم الحرمين الشريفين عدداً من الأمراء في سلطنة بروناي وأعضاء الحكومة وأعضاء السلك الديبلوماسي، كما صافح سلطان بروناي دار السلام الأمراء والوزراء وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين. ثم صحب السلطان، خادم الحرمين الشريفين إلى صالون الاستقبال، حيث تسلم خادم الحرمين الشريفين منه وسام الأسرة المالكة لعرش بروناي، تقديراً له. وحضر جلسة المحادثات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، ووزير النقل سليمان بن عبدالله الحمدان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بروناي هشام بن عبدالوهاب زرعة. كما حضره من جانب بروناي ولي العهد كبير الوزراء الأمير المهتدي بالله ابن السلطان حسن البلقيه، ووزير المالية الثاني الحاج عبدالرحمن بن الحاج إبراهيم، ووزير الشؤون الخارجية الثاني ليم جوك، ووزير الطاقة والصناعة الحاج محمد ياسين، وسفير بروناي لدى المملكة داتو يوسف إسماعيل. وأقام السلطان حسن البلقيه في قصر الآستانه نور الإيمان أمس، مأدبة غداء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين. وبعث الملك سلمان في اختتام زيارته أمس إلى بروناي برقية شكر للسلطان، قال فيها: «يسرنا، ونحن نغادر بلدكم الشقيق، أن نقدّم لجلالتكم بالغ الشكر والتقدير على ما لقيناه، والوفد المرافق، من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. لقد أتاحت لنا هذه الزيارة بحث علاقاتنا الثنائية، وسُبل تعزيزها في المجالات كافة، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالحنا ويحقق تطلعات شعبينا الشقيقين». الملك سلمان يختتم زيارته إندونيسيا وكان خادم الحرمين الشريفين وصل إلى بروناي قادماً من إندونيسيا التي اختتم زيارته الرسمية إليها أمس، وكان في وداعه في مطار حليم الدولي بجاكرتا، نائب رئيس جمهورية إندونيسيا الدكتور محمد يوسف كالا، ووزير الشؤون الدينية لقمان حكيم سيف الدين، ووزيرة الخارجية ريتنو مارسودي، وكبار المسؤولين الإندونيسيين. كما كان في وداع الملك سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا أسامة بن محمد الشعيبي، وسفراء عدد من الدول العربية لدى إندونيسيا، وأعضاء السفارة السعودية بجاكرتا. وبعث خادم الحرمين الشريفين برقية شكر للرئيس جوكو ويدودو رئيس الجمهورية الإندونيسية، في ما يلي نصها: «صاحب الفخامة الرئيس جوكو ويدودو، حفظه الله، رئيس الجمهورية الإندونيسية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... يسعدنا ونحن نغادر بلدكم الشقيق أن نبعث لفخامتكم وللشعب الإندونيسي بالغ الشكر والتقدير على ما لقيناه والوفد المرافق، أثناء زيارتنا، من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. فخامة الرئيس... لقد أتاحت لنا هذه الزيارة فرصة اللقاء بفخامتكم وبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً من حرصنا على تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين والدفع بها إلى آفاق أرحب، بما يخدم مصالحنا المشتركة، ويحقق تطلعات شعبينا الشقيقين، ويخدم الأمن والسلم الدوليين. ونسأل الله عز وجل أن يديم على فخامتكم الصحة والسعادة، وعلى الشعب الإندونيسي الشقيق الأمن والتقدم والازدهار... وتقبلوا فائق تحياتنا وتقديرنا».