على مقربة من قرية «رباط باعشن» في وادي دوعن، الذي ينحدر منه والد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تنطلق فعاليات دورة الخليج ال 20 لكرة القدم، والتي صاحبها الكثير من التشكيك حول إمكان قيامها في ظل الأحوال الأمنية في اليمن، وهو الأمر الذي دعا الحكومة اليمنية إلى اتخاذ إجراءات مشددة بلغت حد الاستعانة ب 20 ألف جندي لضمان أمن البطولة، وسط متابعة مباشرة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. من جانبه، نفى السفير السعودي في اليمن علي الحمدان ما تردد مساء أمس حول تعرض المشجعين السعوديين الذين حضروا لمساندة «الأخضر» للخطف أو الاعتداء، موضحاً أن ما تردد لا يعدو كونها إشاعات، وقال في حديث خاص ل«الحياة»: «حوادث الخطف تتكرر في اليمن لكنها لا تدعو للقلق فهي تمر بسلام، والجهات الأمنية في اليمن تتعامل مع مثل هذه الأحداث، وغالباً ما يكون أسبابها خلافات قبلية بين مجموعة من الأفراد». وبدأ الترقّب والحذر الذي بدا على الخليجيين والمراقبين في التلاشي تدريجياً مع وصول المنتخبات المشاركة وتوافد الجماهير إلى عدن، وسط تأكيدات يمنية متتالية باتخاذ إجراءات مشددة للحفاظ على أمن وسلامة الجماهير والمشاركين. وتختلف نسخة الدورة الحالية عن سابقاتها، كونها تقام للمرة الأولى في اليمن وسط اختلاف في مستوى المشاركة ما بين منتخبات فضّلت خوض الدورة بالفريق الأول وأخرى تشارك بلاعبين من الصف الثاني وسط مخططات فنية متفاوتة، كون البطولة تسبق كأس آسيا التي تنطلق في الدوحة في 7 كانون الثاني (يناير) المقبل. وعلى رغم أن الدورة لا تشكّل أهمية فنية عالية في المرحلة الحالية على عكس ما كانت عليه سابقاً، إلا أنها مازالت تحتل مساحة خاصة في قلوب الجماهير الخليجية، بل إن السواد الأعظم من الخليجيين لا يزال يُمَنِّي النفس بالابتهاج بالحصول على لقبها، وهو ما ألمح له رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام في تصريح سابق حين أطلق لقب «دورة الشيوخ« في إشارة إلى اعتلاء أهميتها المعنوية على «الفنية«. واختفت لغة الترشيحات التي كانت تسبق الدورة في العادة في النسخ السابقة وكانت تسهم في ارتفاع سخونة المنافسة قبل بدايتها، في حين لم تبدأ حمى التصريحات التي يطلقها «شيوخ الخليج« والتي تشكّل «مذاقاً« خاصاً للدورة. وتقام اليوم المباراة الافتتاحية والأكثر إثارة بين أصحاب الأرض والمنتخب السعودي، فيما ستكون المباراة الثانية بين المنتخبين الكويتي والقطري. «الصقور الخضر» تتحفز لاصطياد «الهدهد اليمني»