واشنطن - ا ف ب - قبل مئتي عام فقط كانت عشرات الآلاف من الحيتان تسبح في مياه نيوزيلندا فيما كانت اسماك القرش تكثر وتنتشر قبالة الشواطئ البريطانية، على ما يفيد باحثون وضعوا جدولا لتأريخ كثافة الحيوانات في المحيطات التي اندثرت. والباحثون هم من العالم أجمع، وعددهم مئة تجمعهم منظمة «سنسوس اوف مارين لايف» (احصاء الحياة البحرية) وقد درسوا البيانات الجيولوجية والاثرية والنباتية، اضافة الى المخطوطات التاريخية للتوصل الى صورة واضحة عن وضع المحيطات منذ قرون. ويقول بول هولم احد القيمين على الدراسة والاستاذ في جامعة دبلن في ارلندا، ان «هذا الجدول يبين تراجع الثروة الحيوانية البحرية بسبب أنشطة الصيد وتدمير مواطن الحيوانات». ويضيف: «ان اثر أنشطة الصيد في أوروبا منذ بداية القرن التاسع عشر على النظام البيئي يفوق التوقعات كلها». فمنذ قرنين، كانت الثروة الحيوانية في المحيطات أغنى فيما كانت الاسماك اكبر حجماً والاسماك المفترسة أكثر عدداً. ويفيد التقرير الذي يرفع لمؤتمر المنظمة الذي يعقد اليوم في فانكوفر في كندا ان «الثورة الحقيقية في صيد الاسماك في اوروبا بدأت مطلع القرن السابع عشر حين شرعت السفن والزوارق بدورها في رمي الشباك». وكان حجم الاسماك بدأ بالتراجع في اوروبا منذ القرون الوسطى مع بداية أنشطة الصيد الجماعية. وطرأ تغيير كبير على صعيد تنوع الثروة الحيوانية وتوازن السلسلة الغذائية. فمجموعة الاسماك المفترسة لا تشكل اليوم سوى 10 او 15 في المئة، مما كانت عليه في بداية القرن التاسع عشر. وكان طول سمك القد مثلاً لدى السماك منذ مئة سنة يصل الى متر ونصف المتر فيما لم يعد اليوم بالامكان العثور على واحدة يتعدى طولها الخمسين سنتيمتراً لأنه يتم اصطيادها وهي صغيرة السن. وأوضح هولم ان «متوسط عمر القد اليوم هو 2.8 سنة فيما يمكن ان تعيش هذه السمكة عشر سنوات». وكانت الحيتان الزرقاء والحيتان القاتلة تتعايش مع أسماك القرش قبالة شواطئ منطقة كورنويل في انكلترا. وكان بالامكان ايجاد 22 الى 32 الف حوت في بداية القرن التاسع عشر في نيوزيلاندا, وفي سنة 1925 لم يعد بالامكان ايجاد اكثر من 25. وفي منطقة كي ويست جنوب فلوريدا في الولاياتالمتحدة، كان متوسط وزن السمكة المصطادة 20 كلغ في منتصف الخمسينيات فيما لم يعد يتجاوز اليوم 2.3 كلغ.