مع كثرة الزحام على عيادات مرضى الصدر نتيجة شكوى الحجاج من الإصابة بالتهابات حادة، عزا اختصاصي في أمراض الصدر أسباب الإصابة بمرض «السعال» إلى زيادة تدفق الإفرازات الأنفية إلى البلعوم والحنجرة المفضية بين الحجاج أثناء أو بعد النسك إلى إصابة الجهاز التنفسي العلوي بالتهاب فيروسي مصحوباً بالتهاب في الجيوب الأنفية ينتج منها عدد من الفيروسات مثل فيروس الأنفلونزا، ما يُحدث زيادة في إفرازات الجيوب الأنفية المسببة للسعال. وحذر استشاري أمراض الصدر الدكتور علي البكل من عدوى أخرى خطرة تظهر أعراضها في الأيام الأولى بعد العودة من الحج هي التهاب السحايا أو الحمى الشوكية تتلخص أعراضها في حدوث حرارة واحتقان في الحلق يتبع ذلك صداع شديد أو حدوث مضاعفات خطرة مثل نقص الوعي أو التشنج إذا لم تعالج بسرعة بل يجب عند وجود أي من الأعراض السابقة الذهاب في صورة مباشرة إلى الطوارئ، وفي حال الاشتباه في الحالة سيأخذ الطبيب عينة من السائل الشوكي ويجب على الطبيب المعالج بدء العلاج مباشرة فور الاشتباه في وجود العدوى وعدم الانتظار حتى التأكد من الإصابة إذ إن عامل الوقت مهم جداً في هذه الحال». وأوضح البكل ل«الحياة» أن من أعراض المشكلة محاولة المريض إخراج المخاط (البلغم) من الحلق أو ما يعرف ب«النحنحة» بصورة مستمرة، كما قد يعاني المريض من إفرازات من الأنف أو آلام فوق منطقة الجيوب الأنفية، لافتاً إلى أن علاج هذه المشكلة يتطلب تشخيصاً دقيقاً ومن ثم وصف العلاج المناسب الذي ربما يستدعي إجراء أشعة للجيوب الأنفية في بعض الحالات للكشف على مدى تأثرها بالالتهاب، أو استخدام مضادات «الهيستامين» ومانعات الاحتقان أو بخاخات الأنف، أما إذا اعتقد الطبيب بوجود التهاب بكتيري حاد في الجيوب الأنفية فقد يضيف مضاداً حيوياً لبرنامج العلاج. وتابع البكل: «هناك سبب شائع للسعال يتم إغفاله في أحيان كثيرة ما ينتج منه استمرار الأعراض لفترة طويلة هو ارتجاع أو ارتداد العصارة الحمضية من المعدة إلى المريء ما يسبب استمرار السعال نتيجة وجود اتصال عصبي بين المريء والقصبات الهوائية، إذ تظهر هذه المشكلة عند الأشخاص الذين لديهم ارتخاء في الصمام الموجود بين المعدة والمريء»، مضيفاً أن هناك أسباباً خطرة لكنها أقل شيوعاً يتطلب وجود أي منها سرعة الحصول على استشارة طبية منها التهاب الحويصلات الهوائية الناتج من التهاب بكتيري أو فيروسي يصاحبه هذا ارتفاع في درجة الحرارة، إذ يشكو المريض من آلام حادة في الصدر أو يكون السعال في بعض الأحيان مصحوباً بدم.