بعد ساعات قليلة على اطلاق عدد من الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على مستوطنات محاذية للقطاع، شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على عدد من المنازل والمنشآت المدنية أوقعت ستة جرحى. وأغارت طائرات نفاثة اسرائيلية على مدن دير البلح وسط القطاع وخان يونس ورفح جنوبه. وأطلقت طائرة حربية من طراز « اف 16» أميركية الصنع ليل الجمعة - السبت صاروخاً واحداً على منزل شرق مدينة دير البلح، ما أسفر عن إصابة ستة مواطنين بجروح متفاوتة نقلوا على اثرها الى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة لتلقي العلاج اللازم. ووصفت مصادر طبية فلسطينية حال المصابين بأنها بين متوسطة وطفيفة. ودمر القصف المنزل في شكل كامل. كما شنت الطائرات غارتين متتاليتين على قطعة أرض غير مأهولة تقع غرب مدينة خان يونس من دون وقوع إصابات. واتجهت الطائرات جنوباً فشنت غارات على نفقين للتهريب أسفل الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر في مخيم يبنا جنوب مدينة رفح، من دون وقوع إصابات. وبعد وقت قصير من تلك الغارات، عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي وقصفت فجر أمس بقذائف المدفعية مطار غزة الدولي جنوب شرقي مدينة رفح، فدوت الانفجارات في المنطقة من دون وقوع اصابات. وقالت مصادر محلية إن القصف المفاجئ تزامن مع اطلاق نيران مكثفة من قوات الاحتلال نحو حي النهضة شرق المدينة القريب من المطار من دون وقوع اصابات. وجاء التصعيد الإسرائيلي بعد ساعات على اطلاق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات قريبة من القطاع، من دون أن تتبنى جهات فلسطينية معظمها. الا أن «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق أربع قذائف هاون نحو بوابة معبر «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي جنوب شرقي مدينة دير البلح. وقالت «كتائب الشهيد جهاد جبريل»، الذراع العسكرية للجبهة، إن القصف جاء رداً على جرائم الاحتلال واستهداف الآمنين وقتل الشهيدين الشقيقين إسلام ومحمد ياسين العضوين في تنظيم «جيش الإسلام» السلفي الجهادي. وكان صاروخ من طراز «غراد» سقط في بلدة «اوفاكيم» الواقعة الى الشرق من القطاع في النقب الغربي، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 18 كانون الثاني (يناير) 2009، والتي أودت بحياة أكثر من 1450 فلسطيني، معظمهم من المدنيين. ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق هذا الصاروخ. لكن صحيفة «يديعوت احرونوت» نقلت على موقعها الإلكتروني عن مصادر إسرائيلية قولها إن «حركة حماس تقف وراء إطلاق صاروخ غراد على البلدة لأن مثل هذه الصواريخ لا تتوافر الا عند مقاتلي الحركة». وبحسب الصحيفة، فإن «الصاروخ لم يوقع خسائر بشرية، إلا أنه أصاب مبنى سكنياً بأضرار مادية، وثلاث بقرات كانت في منطقة مفتوحة، وأن حسن الحظ فقط هو الذي منع سقوط الصاروخ في منطقة سكنية». وقال الناطق الإعلامي باسم الخدمات الطبية أدهم أبو سلمية إن الشهر الجاري شهد تصعيداً واضحاً من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن ثلاثة شهداء. ووصف في تصريح أمس هذا التصعيد بأنه مؤشر خطير الى عودة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين. وأشار الى أنه منذ بداية الشهر الجاري، بلغ عدد الشهداء والمصابين نتيجة الجرائم الإسرائيلية ثلاثة شهداء هم: محمد جمال النمنم، وإسلام ياسين، وشقيقه محمد ياسين، فيما أصيب 20 فلسطينياً بجروح مختلفة. وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للجم سياسة الاحتلال في حق المدنيين، ووقف الانتهاكات اليومية وتطبيق القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم استهداف المدنيين أو التعرض لهم بأي شكل من الأشكال.