نجحت الجهات المشرفة على الحج في السعودية هذا العام في امتصاص حركة ثلاثة ملايين حاج ضاقت بهم الأمكنة واتسعت لهم صدور وإمكانات السعوديين الحاضرين بوعيهم ويقظة رجال أمنهم ومهارة المشرفين والمتابعين في لجان أعمال الحج ما أسهم في حماية التجمع السنوي الأكبر في العالم من أي محاولة لتعكير صفو الشعائر، أو النيل من حرمة وسلامة المشعرين في ظل مهارات وأدوات وآليات حوت الإنسان والمكان والزمان تحت بصر وبصيرة قيادة أمن الحج النشطة في تنفيذ خططها المتكاملة على أرض الواقع بحرفية عالية، ما أمّن جميع الطرق والمسالك المخصصة لعبور وتنقل الحجاج منذ وصوله بوابة الحرمين وحتى عودته إليها، مروراً بمنى وعرفة ومزدلفة وليس انتهاء بالعودة إلى منى والحرم المكي تحت رعاية ربانية وبشرية. وعلى رغم ما شهدته مواسم الحج في أعوام مضت من حوادث تدافع مميتة، خصوصاً على جسر الجمرات، خطت لجان الحج العاملة نحو تفكيك جسر الجمرات إلى جسور عملاقة متعددة الطبقات تحسن امتصاص حشود الرماة وتعيد إذابة حركتهم في انسيابية لا فتة عبر مداخل ومخارج مزودة بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الحاجات الخاصة يستوعب كل منها ما يقارب 120 ألف حاج، ترصد خطاهم أنظمة إلكترونية متطورة، ما أشعر مراقبين أن زمن الاجتهادات الفردية غدا من مفردات الماضي في ظل التحول إلى برامج تقنية تصالح معها السعوديون مؤمنين بأهميتها في تسهيل مهمات فرق عمل مجندة طوال العام للدراسة والبحث وتقديم الرؤى المسنودة بأقوال علماء الدين والدنيا. من جانبه، كشف أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار حزمة مشاريع ستشهدها المشاعر المقدسة في بحر الأعوام المقبلة ما يؤهل لتطوير وسائل العمل، ويسهل على الحجيج أداء مناسكهم في يسر ومن دون عناء بمتابعة واهتمام قيادة ودولة وضعت خدمة الحجيج في قائمة أولوياتها. وفي نفس متصل، أرجع رئيس تحرير صحيفة الوطن المكلف الزميل جاسر الجاسر نجاحات حج 2010م، إلى اعتناء القيمين على أمر الحجيج بالتقنية وتوظيفها في إطار عمل مؤسسي بعيداً عن الاجتهادات الفردية، والأداء التقليدي، مؤملاً أن يتم توسيع دائرة التواصل مع الدول الإسلامية والتنسيق معهم لتنفيذ برامج تعنى بثقافة الحج.