توالت المواقف اللبنانية حول إقرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة الانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، في حين نقل مندوب موقع «ناو ليبانون» الإلكتروني في فلسطينالمحتلة أن نائب مدير عام وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة رافي باراك أكد أن «الخطة التي تطرحها إسرائيل على القوات الدولية لتنفيذ قرار الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر لن يغيّر الواقع الذي تعيشه القرية»، مشيراً إلى أن «الجهود التي تبذلها إسرائيل اليوم تركز على ضرورة إصدار قرار من الأممالمتحدة يؤكد أن إسرائيل قامت بتنفيذ جميع بنود القرار 1701 وانسحبت من الأراضي اللبنانية كافة». وأوضح باراك أن «القرار سيشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرية بما يضمن عدم تقسيمها في وقت تواصل إسرائيل تقديم الخدمات المختلفة للسكان بينها المدنية»، مؤكداً أن «التغيير الذي سيحدث هو تحويل الشطر الشمالي من القرية إلى لبنان ولدى انسحاب الجيش الإسرائيلي ستدخل القوات الدولية إليه». كما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها أبلغت رسمياً القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) بقرار المجلس الوزاري المصّغر بالانسحاب من الشطر الشمالي للغجر، لكنها لم تقدّم جدولاً زمنياً لتنفيذه. وتعليقاً على القرار الإسرائيلي، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية الوليد سكرية أن «من واجب قوات يونيفيل إبلاغ الحكومة اللبنانية بأي تفصيل يتعلق بهذه القضية لمعرفة وجهة نظرها والبناء عليه». وقال في حديث إذاعي أمس، إن «إسرائيل تريد أن توهم العالم بانسحابها من القسم الشمالي من الغجر، إلا أنها تريد استمرار الاحتلال بطريقة مختلفة وبغطاء دولي وفق اتفاق أميركي - إسرائيلي يبقي السيطرة على المدنيين في البلدة لها عبر وضع جنود دوليين من الأممالمتحدة»، مؤكداً أن «الهدف من ذلك القول إنها انسحبت من كل الأراضي اللبناني لفتح ملف سلاح المقاومة الذي لن يعود مبرر لوجوده وفق الرؤية الإسرائيلية»، مؤكداً أن «هناك أراضي لبنانية أخرى محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ونقاط أخرى مختلف عليها». ورحب عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ميشال موسى ب «كل أرض ستحرر، ونأمل أن يستعاد ما تبقى منها»، معتبراً أن «التشكيك بإسرائيل أمر لا بدّ منه، إذ إننا متخوفون من أن يكون القرار الإسرائيلي نوعاً من التحايل»، مشيراً إلى أن «لبنان ينتظر التبليغ الرسمي له، ومن حقه استعادة كل جزء من أراضيه». في المقابل، شدد عضو كتلة «الكتائب اللبنانيّة» النيابية إيلي ماروني على «وجوب الترحيب بأي انسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة»، معتبراً في حديث الى «أخبار المستقبل»، أن «الانسحاب من الغجر يفرض على مجلس الوزراء أن يلتئم ليتخذ كل القرارات اللازمة لإعادة الأراضي إلى السيادة اللبنانية». كما طالب ب «وجوب قراءة مسألة الانسحاب من الناحية الإيجابية، إذ من المستغرب رفض البعض لخطوة الانسحاب من الغجر». واعتبر النائب عماد الحوت في حديث الى «إذاعة الشرق» أن القرار الإسرائيلي الانسحاب من الجزء الشمالي من الغجر ووضعه تحت حماية القوات الدولية «قرار ملتبس ولا يعطي الدولة اللبنانية حقها في السيادة على جزئها الشمالي كما أشار القرار 1701»، مضيفاً: «نحن نرحب بعودة الأرض لكن مع إصرارنا على ضرورة أن تكون السيادة كاملة».