برلين، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميسيير أمس، ان الطرد المشبوه الذي اعترضته الشرطة في ناميبيا خلال رحلة نفذتها طائرة المانية من ناميبيا الى ميونيخ ليل الاربعاء - الخميس، كان اختباراً امنياً اميركياً هدف الى تقويم اجراءات المراقبة والحماية. وقال الوزير: «كشف خبراء الشرطة الجنائية الالمانية على الحقيبة في مطار ويندهوك الدولي، وتبين لهم ان العملية اختبار في ظروف شبه واقعية مصدره الولاياتالمتحدة». وأضاف: «لم يتضمن الطرد متفجرات، ولم يواجه الركاب خطراً في اي لحظة»، علماً ان قائد الشرطة الناميبية سيباستيان نديتونغا اوضح ان الحقيبة خاصة بجهاز كومبيوتر مغلفة بالبلاستيك» احتوت نظاماً يشمل اسلاكاً كهربائية وساعة توقيت». وتزامن العثور على الطرد المشبوه مع تحذير من رصد معلومات موثوقة عن خطط لتنفيذ اعتداءات في المانيا نهاية الشهر الجاري، ما دفع سلطات هذا البلد الى وضع قواتها في حال طوارئ حتى نهاية السنة الحالية على الاقل، معتبرة ان الاسواق الخاصة بعيد الميلاد مهددة بهجوم مماثل للاعتداءات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية نهاية عام 2008، وأسفرت عن مقتل 166 شخصاً. وأبلغ راينر فنت رئيس اتحاد الشرطة الالمانية لصحيفة «نويه اوسنابروكر تسايتونغ» الغاء اجازات ضباط كثيرين خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وقال: «يستعد المسؤولون الامنيون لاستمرار حال الطوارئ حتى نهاية السنة»، وهم يواجهون التحدي الاكبر لهم في تاريخ ما بعد الحرب». وأوضح أن التهديد لا ينحصر في استهداف مدنيين في مدن المانية كبرى مثل برلين وهامبورغ وميونيخ، و «طالما ظلت أسواق عيد الميلاد قائمة فيجب أن نتوقع شن هجمات في أي وقت، وسنحمي السكان بالانتشار العلني في هذه الاسواق». وكانت ألمانيا واجهت أزمة أمنية بعد الحرب عام 1977، حين استهدفت سلسلة اغتيالات نفذتها ميليشيات الجيش الاحمر اليساري المتشدد شخصيات في ما كان يعرف بألمانياالغربية. الى ذلك، نقلت صحيفة «بيلد» عن مسؤولين أمنيين قولهم إن «الشرطة الالمانية تسعى الى اعتقال أربعة إسلاميين متشددين، هم هنديان وباكستانيان يعتقد بأنهم في ألمانيا، مشيرة الى ان أسماء وأشكال هؤلاء المشبوهين غير معروفة». وأشارت الى أن أجهزة الاستخبارات تعتقد بأن الاشخاص الاربعة يعدون لشن هجوم بين يومي الاثنين والخميس من الاسبوع الاخير هذا الشهر. وربطت تقارير بين الاسلامي المتشدد الياس كشميري الذي يعيش في باكستان ويونس الموريتاني، وهو شخصية بارزة في تنظيم «القاعدة»، وتهديدات الهجوم على ألمانيا على صعيد آخر، اعلن الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يزال ملتزماً باغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا، على رغم الانتقادات التي واجهتها ادارته بعد تبرئة محكمة نيويورك الفيدرالية اول من امس التنزاني احمد خلفان غيلاني من كل الاتهامات المنسوبة اليه باستثناء تهمة واحدة تتعلق بتفجير السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998 حين قتل 224 شخصاً. وقال غيبس «لا يزال الرئيس ملتزماً باغلاق غوانتانامو لضمان الا يصبح بعد ذلك شعاراً تجنيدياً للقاعدة كما هو الآن». ويقول المنتقدون ان الحكم اثار تساؤلات في شأن قدرة الادارة الأميركية على أن تقاضي بنجاح باقي المحتجزين في غوانتانامو للاشتباه في صلتهم بالارهاب. وعجز اوباما بالفعل عن تحقيق تعهد انتخابي بإغلاق المعتقل في اول عام له في الرئاسة، ونقل المحتجزين الى سجون داخل الولاياتالمتحدة، علماً ان الجمهوريين يفضلون اجراء محاكمات عسكرية للمشبوهين.