توقع عاملون في مكاتب سياحية، ان تشهد حركة السياحة الداخلية «انتعاشاً ملحوظاً» خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، عزوه إلى تمديد الإجازة لمدة خمسة أيام، إضافة إلى تحسن الطقس. كما توقعوا ان تزداد حصة المنطقة الشرقية من عوائد هذا الانتعاش وبخاصة قطاع الإيواء السياحي، بعد أن قفز عدد الفنادق من 45 في العام 2005، إلى 79 في العام الجاري، حصلت 10 منها على تصنيف «خمسة نجوم». فيما ارتفع عدد الرحلات السياحية المحلية من 3.8 مليون رحلة سياحية في العام 2008، إلى 4.2 مليون رحلة في العام الماضي. كما تحقق نموا تصاعديا في معدلات الإشغال الفندقي، بلغ 60 في المئة في العام الماضي. وعلى رغم ان توقعات مكاتب السياحة، قبل حلول إجازة العيد، ان البوصلة السياحية ستتجه إلى الخارج، إلا أنهم تفاجأوا أن التوجه كان للسياحة الداخلية. وقال المدير العام لمكتب سياحة وسفر في مدينة الخبر عبد العزيز الرشيد، ل«الحياة»: «إن أكثر من 30 رحلة جوية تنطلق من المنطقة إلى مناطق مختلفة في المملكة، ناهيك عن الرحلات البرية بالحافلات أو السيارات الشخصية»، مضيفاً «لاحظنا أن الاستقطاب السياحي هذا العام كان من نصيب الداخل في شكل أكبر من السنوات السابقة، وبدأت بعض المناطق تشهد حركة جذب لافتة». ورجح الرشيد، أن تكون أبرز الأسباب «الطقس، إذ بدأ الجو يميل إلى الربيعي، ما يساعد على تنشيط حركة السياحة في بعض المناطق، مثل أبها والطائف، التي كانت الوجهة الأبرز في الرحلات الداخلية الجوية»، مستدركاً «في المقابل، فإن الشرقية بدأت تستقطب الكثير من سكان المناطق الأخرى، بسبب ما تشهده من فعاليات ومهرجانات تستقطب الآلاف الزوار، مثل المخيم الربيعي في النعيرية، ومهرجاني «الوفاء» والدوخلة» في القطيف، وكذلك المحافظات الأخرى». وربط الرشيد، بين تمديد الإجازة المدرسية، و«انتعاش حركة السياحة الداخلية، التي «تعتبر الآن في أوجها، بسبب موسم الحج»، مضيفاً ان «نسبة الحجوزات للرحلات الداخلية تضاعفت عن العام الماضي. وتشهد تغيراً كبيراً، بسبب التحولات التي أحدثتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، والفعاليات التي تقام في المناطق، والتي بدأت تشهد تنفيذ برامج مسلية». ومن ضمن التغيرات التي جعلت مركز السياحة الداخلية يشهد قوة مقارنة في الأعوام الماضية «طريقة الإعلان عن الفعاليات، والتنسيق بين أجهزة السياحة في المناطق». بدوره، قال المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في المنطقة الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان: «توجد نسبة عالية من السياح العرب الذين يتوافدون على المنطقة، لحضور الفعاليات والمهرجانات التي تقام فيها، وبخاصة من الكويت التي وفد منها خلال العام الماضي، نحو مليون و700 ألف شخص»، معتبراً الشرقية «إحدى مناطق الجذب الرئيسة في المملكة، وتأتي بعد منطقة مكةالمكرمة»، مضيفاً «قطعت هيئة السياحة شوطاً كبيراً في إقامة البنية الأساسية لتنشيط السياحة الداخلية، من خلال تجهيز المواقع والتحضير للمهرجانات، وتنظيم الفنادق والشقق المفروشة وتصنيفها». وأضاف البنيان، «تتمتع المنطقة بأجمل الشواطئ في الخليج العربي، وأبرزها «نصف القمر» والواجهة البحرية في الدماموالخبر، إضافة إلى المنتزهات الترفيهية والمجمعات التجارية، وكذلك أكثر من 40 مجمعاً تجارياً، تنظم فعاليات سياحية وترفيهية، و23 مدينة ترفيهية، وعدد من القرى السياحية الواقعة علي الشواطئ»، مضيفاً «تتميز الشرقية بأنماط سياحية منوعة، إذ يوجد فيها مواقع أثرية عدة، مثل قلعة تاروت في القطيف، وبرج الطوية في الجبيل، وقصر الملك عبد العزيز في نطاع، والمتحف الإقليمي في الدمام، الذي يحوي سبع قاعات، يبرز من خلالها تاريخ المنطقة وحضارتها»، مشيراً إلى الفعاليات العائلية الترفيهية والتسويقية، وما تنظمه الأمانة من فعاليات في الواجهة البحرية في الدمام، ومعرض «أرامكو السعودية»، ومهرجان «سايتك».