بدأت إيران أمس، مناورات جوية تستمر خمسة أيام وتشمل كلّ أراضي البلاد، معتبرة ان ثمة «نيات مشبوهة» وراء خطة حلف شمال الأطلسي نشر درع صاروخية في أوروبا، بما في ذلك تركيا، لمواجهة «خطر» الصواريخ الإيرانية. وأعلن الناطق باسم مناورات «المدافعون عن الولاية 3» الجنرال حميد أرجنكي أن المناورات بدأت بكلمة السر «يا حسين»، بمشاركة وحدات من الجيش و «الحرس الثوري» وميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس). وقال ان القوات المشاركة في المناورات «تصدّت في اللحظات الأولى من دخولها ساحة المعركة الوهمية، لطائرات العدو التي كانت تقوم بعمليات استكشافية»، مضيفاً ان المناورات «تستهدف اختبار القدرات الدفاعية للصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، اضافة الى نسخة جديدة من منظومة الدفاع الجوي». وأشار الى ان هذه المناورات هي «الأولى التي تُجرى في هذا المستوى في كلّ انحاء ايران وتشارك فيها قوات مختلفة». تزامن ذلك مع تأكيد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان ثمة «نيات مشبوهة» وراء خطة حلف شمال الأطلسي لنشر درع صاروخية في تركيا، معتبراً هذه الخطة «استمراراً للمشروع الأميركي الفاشل لنشر درع صاروخية» في شرق أوروبا. وشدد على ان «تركيا دولة جارة وصديقة لنا»، مضيفاً: «أبلغنا المسؤولين الأتراك قلق دول المنطقة والعالم الإسلامي في شأن هذه الخطة المشبوهة، لأن ثمة شكوكاً جادة إزاء أهدافها». وأشار مهمان برست الى ان ثمة اتفاقاً بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، في شأن موعد المفاوضات المرتقبة في 5 كانون الأول (ديسمبر)، مضيفاً: «إذا كان هدف الطرفين التوصل الى تعاون وتسوية المشاكل الدولية والشاملة، يمكن التوصل الى اتفاق حول مكان المحادثات وجدول أعمالها». وكرر ان بلاده «لن تتخلى أبداً عن حقوقها الأساسية». وأعلن مهمان برست استدعاء السفير الصيني في طهران، لإبلاغه احتجاجاً على استخدام اسم «الخليج العربي» بدل «الخليج الفارسي»، خلال افتتاح دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة في الصين. لكن الأمين العام للجنة الأولمبية الإيرانية بهرام افشار زادة أعلن ان رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ احمد الفهد ورئيس اللجنة المنظمة للألعاب الآسيوية ليو بينغ، «اعتذرا» من ايران. الى ذلك، توصّل خبراء الى ان فيروس «ستاكسنت» الذي ضرب قبل شهور منشآت صناعية في دول عدة، خصوصاً ايران، صُمّم خصيصاً لتخريب أجهزة الطرد المركزي في ايران المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم. واعتبر الخبراء الفيروس، أول «صاروخ» في شبكة الإنترنت. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية النيجيري أودين أجوموغوبيا ان بلاده أبلغت مجلس الأمن بأنها ضبطت في لاغوس الشهر الماضي، شحنة أسلحة غير مشروعة مصدرها ايران. وتنتهك الشحنة العقوبات التي فرضها المجلس على طهران، بسبب برنامجها النووي. وقالت مصادر ديبلوماسية وأمنية ان التحقيقات تركز على ايرانيَين يُعتقد أنهما قياديان في «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري». ويأتي إبلاغ نيجيريا مجلس الأمن بالشحنة، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان الشحنة لم تكن موجهة الى نيجيريا، بل الى «دولة في غرب أفريقيا»، مشيراً الى «تسوية سوء الفهم» في هذا الشأن. على صعيد آخر، أعلن مالك اجدر شريفي رئيس السلطة القضائية في تبريز غرب ايران، حيث اعتُقل ألمانيان في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، خلال إجرائهما مقابلة مع نجل الإيرانية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالإعدام رجماً، لاتهامها بالزنا والتواطؤ لقتل زوجها، ان «نشاطهما في البلاد يدل على انهما أتيا للقيام بنشاطات تجسس وتشهير بالجمهورية الإيرانية». ويأتي كلام مالك اجدر شريفي، بعدما بثّ التلفزيون الإيراني ما قال انها اعترافات الألمانيين اللذين اتهما الإيرانية مينا أحادي المقيمة في ألمانيا، والعضو في «اللجنة الدولية لمناهضة الإعدام» و «اللجنة الدولية لمناهضة الرجم»، ب «خداعمها» و «الإيقاع بهما» للمجيء الى ايران. لكن أحادي أكدت ان الاثنين أُرغما على اتهامها، مشيرة الى انهما اتصلا بها لتصلهما بعائلة أشتياني. في الوقت ذاته، بث التلفزيون الإيراني ما قال انها تصريحات لأشتياني، تحدثت خلالها باللغة الأذرية، وتُرجمت الى الفارسية. وقالت اشتياني التي غُطي وجهها، انها «آثمة» بحسب الترجمة. كما بث التلفزيون «تصريحين» لسجاد نجل اشتياني ومحاميها هوتان كيان اللذين اعتُقلا مع الألمانيين. ونفى سجاد ان تكون والدته تعرضت لتعذيب، مشيراً الى انه كذب في هذا الشأن بتأثير من كيان. أما كيان فنُقل عنه قوله انه نصح سجاد ب «الكذب» على وسائل الإعلام الأجنبية.