الخرطوم، جوبا - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - بدأ تسجيل الناخبين الجنوبيين في شمال السودان وجنوبه للاشتراك في الاستفتاء العام المتوقع في 9 كانون الثاني (المقبل) لتقرير مصير الجنوب في وقت اتفق فيه الطرفان على «حدود مفتوحة» طولها 2100 كلم سيتم رسمها بعد اعلان نتيجة الاستفتاء، ايا تكن نتيجة الاقتراع، من اجل اتاحة انتقال السلع والاشخاص. ومع حماسة ظاهرة لتسجيل الناخبين في الجنوب، حيث حض رئيس حكومته سلفا كير ميارديت المواطنين على الحضور بأعداد كبيرة لتسجيل أنفسهم «لأن الاستفتاء يُجرى مرة واحدة، ويجب على المواطنين المشاركة كي لا تذهب أرواح الذين قاتلوا وماتوا سدى» تبين ان الجنوبيين في الشمال اقل حماسة للمشاركة . في موازاة ذلك، اعلنت لجنة من الاتحاد الافريقي، يقودها رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، امس التوصل الى «اتفاق اطار» بين شريكي الحكم (حزب المؤتمر الوطني و»الحركة الشعبية لتحرير السودان») تناول سلسلة من الملفات الخلافية من اجل تأمين عملية انتقالية سلمية بعد الاستفتاء. لكن مستقبل ابيي بقي معلقاً في انتظار اجتماع مؤسسة الرئاسة في البلاد وعودة الرئيس عمر البشير من الحج. وشدد الاتحاد الافريقي في بيان على ان «الجانبين تعهدا بالابقاء على حدود مفتوحة ستسمح باقتصاد من دون عقبات ونشاطات اجتماعية وتبادل فعلي»، موضحاً انها «امور اساسية للرخاء الاقتصادي والانسجام بين الشمال والجنوب». واشار الى انه في حال انفصال الجنوب ستواصل سلطات الخرطوم في الشمال وسلطات جوبا عاصمة الجنوب التعاون وتبادل المعلومات الاستراتيجية. واذا اصبح الجنوب مستقلاً، كما هو متوقع، يمكن للجنوبيين المقيمين في الشمال وللشماليين في الجنوب البقاء في اماكن اقامتهم. وكانت حادث اطلاق نار وقع بين القوات الجنوبية والجيش السوداني قبل اسبوعين في المناطق المتنازع عليها عند تخوم المنطقتين ما قد يُنذر بعودة الحرب الاهلية، لكن موسيز اوبي قائد قوات بعثة الاممالمتحدة في السودان قال امس: «اننا مقتنعون بانه لا توجد حشود عسكرية كبيرة» على طول منطقة وقف اطلاق النار التي حددها اتفاق السلام في 2005 ووضع حداً لحرب اهلية دامت 22 عاما. وقال اوبي خلال لقاء مع مجموعة صغيرة من الصحافيين ان جنود القوة الدولية كثفوا دورياتهم على الحدود، مع اقتراب موعد الاستفتاء. وتجنب بيان الاتحاد الافريقي الإشارة إلى أربعة مواقع حدودية متنازع عليها، وقال إنه «لا تزال هناك حاجة إلى حل الخلاف في شأن ما إذا كانت منطقة أبيي الغنية بالنفط ستنضم إلى الجنوب، أم تبقى ضمن الشمال». وتُراقب لجنة دولية، يقودها الرئيس التنزاني السابق بنجامين مكابا، عمليات تسجيل الناخبين التي تستغرق 17 يوماً، وقال ماكابا في بيان: «نحن نعلم أن تنظيم عملية تسجيل الناخبين ليست سهلة أبداً، لكننا على ثقة أنه يمكن استكمالها بنجاح» وحذر المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور، إبراهيم غمباري، من انهيار العلاقات بين الشمال والجنوب حال انفصال الجنوب من دون الاتفاق على ترسيم الحدود المختلف عليها، إلى جانب تسوية القضايا العالقة بين حزب المؤتمر الوطني وشركائه في «الحركة الشعبية». ونبه غمباري في مؤتمر صحافي في الخرطوم من أن التوتر العسكري بين شمال السودان وجنوبه يمكن أن يمتد إلى الصراع المسلح في دارفور، الأمر الذي من شأنه أن يقوض جهود السلام في الإقليم.