طالب أعضاء مجلس الشورى أمس بإنشاء جامعة تابعة للحرمين الشريفين، تتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية، لتعزيز الوسطية والاعتدال، وتكون مختلفة عن الجامعات الإسلامية بالمملكة، وإنشاء ممر علوي للنساء في المسجد النبوي الشريف بطريقة مستورة، لتمكينهنَّ من زيارة الروضة الشريفة من دون مضايقة المصلين، علاوة على تحويل مياه زمزم إلى عبوات معلبة، للحد من إهدار استخدام حافظات المياه والكاسات البلاستيكية. ووصف عضو المجلس الدكتور عبدالله السفياني، خلال مناقشة المجلس التقرير السنوي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للعام 1436-1437ه، توصيات اللجنة بأنها غير مواكبة للصعوبات والمعوّقات التي تواجه الحرمين الشريفين، باعتباره أكبر مقوّم للوجدان العربي والإسلامي، وإمكان تحقيق رؤية المملكة 2030 باستقبال 30 مليون معتمر سنوياً على رغم المعوقات التي تواجه الرئاسة. وقال إن التوصيات لم تتطرق إلى تنظيم الاعتكاف والحجر الأسود بما يحقق العدالة، متناسياً أهمية المشاعر إعلامياً في مواجهة تهمة الإرهاب، وبدلاً من أن يكون الحرمان في مقام الثقة لبليون مسلم حول العالم أجمع أصبحا في مقام الدفاع، ما يلزم الرئاسة بذل جهد وعمل أكبر. وتساءل السفياني عن توصيات المجلس السابقة في شأن الهيكل التنظيمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وخطتها الاستراتيجية، مطالباً بإنشاء جامعة تؤهل جميع الكوادر البشرية للتعامل الراقي، وتقديم الصورة الحقيقية للمملكة، والقضاء على بعض الشكاوى من سوء التعامل فيهما. بدوره، طالب الدكتور صالح الشهيب بإنشاء جامعة تابعة للحرمين الشريفين، على ألا تكون تكراراً للجامعة الإسلامية، وأن تكون وسطية وفاعلة لنقل صورة الأمن والأمان للعالم، وفي التواصل مع الآخرين بالعالم، وإنشاء أوقاف لها لتكون ذات استقلال مالي وإداري، مشيراً إلى أن إنشاء مثل هذه الجامعة سيصب في رؤية المملكة 2030. وحضّ الدكتور عباس هادي، في توصية جديدة قدمها على التقرير، على إنشاء ممر علوي للنساء في المسجد النبوي بطريقة مستورة، لتمكينهنّ من زيارة الروضة الشريفة من دون مضايقة المصلين. أما العضو عساف أبواثنين، فطالب بتحويل مياه زمزم إلى عبوات معلبة، مستعرضاً الهدر في الحافظات والكاسات البلاستيكية التي تبلغ 44580 حافظة ماء في مكةالمكرمة، والمدينة 3777 حافظة. وأشار أبواثنين إلى أهمية السعي إلى إنشاء جامعة للحرمين الشريفين يكون مركزها الرئيس مكةالمكرمة، ولها فرع في المدينةالمنورة، تواصل من خلالها رسالة معهد الحرم المكي الشريف، وتحقق طموحات قاصدي بيت الله الحرام، وتخدم المسلمين في مختلف المعمورة، وتعزز الوسطية والاعتدال، وإبراز صورة الإسلام الناصعة وسماحته الظاهرة، وتعلِّم العلوم الشرعية المؤصلة. وناقش المجلس تقرير لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية في شأن التقرير السنوي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للسنة المالية 1436-1437ه. وأكدت اللجنة في توصياتها أهمية اتخاذ الإجراءات التي من شأنها رفع مستوى أداء المرشدين والموجّهين في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ودرس تنظيم الاعتكاف عموماً من حيث سعة المكان وعدم مضايقة المصلين في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان. ودعت اللجنة إلى درس وضع آليات وإجراءات لتنظيم الحجاج والمعتمرين لتقبيل الحجر الأسود، بما يحقق الأمن والسلامة والعدالة.