دوربان (جنوب أفريقيا) - أ ف ب - في السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1860، رسا اول مركب هندي في مرفأ دوربان في جنوب افريقيا. بعد مئة وخمسين سنة، اصبحت المأكولات الهندية جزءاً من ثقافة هذه المدينة التي تحتفل غداً بوصول اول نفر من الهنود اليها. وتقام للمناسبة احتفالات تتضمن رقصات على متن مركب واستعراضات، يليها في مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل احتفالات تمتد على يومين في ملعب موزيس مابهيدا الذي أجريت فيه مباريات نهائيات كأس العالم. في العام 1860، وصل الهنود الأوائل الى جنوب افريقيا بهدف العمل في حقول القصب في جنوب شرقي البلاد. وفي القرن العشرين وصل عدد جديد من الهنود الى هذا البلد يدفعهم اليه النجاح الذي حققه المهاجرون الأوائل. وطبعت هذه السنوات المئة والخمسون بصماتها على مدينة دوربان، ففي وسطها ترتفع مئذنة مسجد «جوما»، احد اكبر مساجد جنوب الكرة الأرضية. وفي الشوارع، تباع التوابل وقلادات الزهور على وقع اغاني بوليوود، ويطيح «باني شو»، وهو خبز محشو بالكاري الهندي، بمطاعم الوجبات السريعة. اما شاطىء المدينة فترتاده نساء محجبات الى جانب نساء بالبيكيني. لكن وجود ثقافات متعددة لم يؤد بعد الى التعايش في ما بينها. ففي عهد نظام الفصل العنصري الذي دام من العام 1948 حتى العام 1994، كان ينظر الى الهنود على انهم ارقى درجة من السود وأدنى مرتبة من البيض، لذلك اتيح لهم ان يقطنوا في مناطق في وسط المدينة كانت محظورة على السود، فاستفادوا فيها من الخدمات العامة المقدمة. تقول حفيدة المهاتما غاندي المقيمة في دوربان ايلا غاندي: «لقد عمل النظام الأبيض 300 سنة ليغرس في العقول اننا لا نشكل أمة» موحدة. وتضيف «ظهر التغيير مع سقوط نظام الفصل العنصري في العام 1994، لكننا لا نتوقع تغييراً كاملاً» في ست عشرة سنة فقط. وكان المهاتما غاندي، بطل المقاومة السلمية ضد الاستعمار البريطاني في الهند، قضى 21 سنة في جنوب افريقيا حيث شكل في العام 1904 مجموعة من الأتباع في فنيكس في الضاحية الشمالية لمدينة دوربان. وفي ايلول (سبتمبر) من العام 1906، اطلق حركة عصيان مدني غير عنفي احتجاجاً على التمييز ضد الهنود. وعلى أثر غاندي سار عدد من الشخصيات الهندية، مثل فاطمة مير ويوسف دادو فتصدوا سلمياً لنظام الفصل العنصري.