رابطة مكافحة التشهير (باليهود) وزعت قائمة بعشر جماعات معادية لإسرائيل تعمل في الولاياتالمتحدة (نشرتُها أمس)، ووجدتها ناقصة فأزيد: - «اللجنة الأميركية - العربية لمكافحة التمييز» التي أسسها سنة 1980 السناتور اللبناني الأصل جيم أبو رزق، ورأستها بعده أختنا هالة سلام مقصود، رحمها الله، ولا تزال اللجنة نشطة في الدفاع عن العرب جميعاً، ولجنتها الاستشارية تضم أميركيين من دعاة السلام وعرباً أميركيين من الذين برزوا في الساحة السياسية الأميركية. - «مجلس المصلحة الوطنية» الذي أسسه سنة 1989 عضوا مجلس النواب السابقان بول فندلي وبيت ماكلوسكي، وهدفه المعلن العمل ضد التيار لتغيير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط المنحازة الى اسرائيل. - «المعهد العربي - الأميركي» الذي احتفل هذه السنة بمرور 25 سنة على تأسيسه، ويرأسه جيم زغبي، وهو من أنشط العرب الأميركيين وأكثرهم تأثيراً، مع تركيز المعهد على الحملات الانتخابية واندماج العرب الأميركيين في المجتمع الأميركي. وكانت «واشنطن بوست» نشرت تحقيقاً طويلاً عن مؤسس المركز في 20 من الشهر الماضي حمل عنوان «جيم زغبي، كاثوليكي من أصل لبناني يعمل لتبديد الخرافات عن العرب» امتدح عمل جيم بما لا أستطيع أن أزيد عليه. أكتب وأنا أدرك أنني لن أستطيع أن أفي الموضوع حقه، فهو مادة كتاب لا عجالة صحافية، والجامعات الأميركية أصبحت مركزاً للنشاط الذي يدافع عن العرب والمسلمين، وعن الفلسطينيين تحديداً، حتى ان 900 أستاذ جامعي وقّعوا وثيقة السنة الماضية تسجل انتهاكات اسرائيل لحقوق الإنسان (قرأت هجوماً ليكودياً سخيفاً عليها هو ان 27 أستاذاً فقط عارضوا انتهاك حقوق النساء والشاذين من الجنسين في الشرق الأوسط، كأن هذا يلغي جرائم اسرائيل). وهكذا، فالمجموع أمس واليوم هو بضع عشرة جماعة معادية لإسرائيل، وربما عشرون جماعة أو ثلاثون. إلا أنني أظل أجد الموضوع ناقصاً، لأنني أدرج «رابطة مكافحة التشهير»، و «لجنة العمل السياسي الأميركية - الإسرائيلية» (إيباك)، أو اللوبي اليهودي، وكل منظمة متطرفة مماثلة تحت بند «عدوة اسرائيل»، لأنها تشجع الفاشست في الحكومات الإسرائيلية المتتالية على التطرف ورفض السلام، فلا تفعل سوى أن تزيد القتل المتبادل وتخفض فرص السلام. في سوء ما سبق، أن «اللوبيات» المحسوبة على اسرائيل تدمّر مصالح أميركا حول العالم، وتبرر ارهاب القاعدة وكل ارهاب آخر، لذلك أحمّلها مسؤولية الإرهاب قبل أصحابه، فلولا الاحتلال والتدمير وقتل النساء والأطفال وسرقة أرض فلسطين في 1948، ثم سرقة بيوت مَن بقي من أهل البلد، ما كنا وصلنا الى حروب أفغانستان والعراق وتلك الحرب المزعومة على الإرهاب. اسرائيل هي أم الإرهاب وأبوه، وحكومتها فاشستية أعضاؤها مجرمو حرب، أما «اللوبيات» اليهودية الأميركية التي تساندها فهي متواطئة في الجرائم الإسرائيلية الى حد المشاركة فيها. كنت على خلفية الموضوع تذكرت بعض جواسيس اسرائيل من الأميركيين الذين خانوا بلادهم، وطلبت معلومات عبر غوغل، فوجدت تحت العنوان «مسؤولون في ADL متهمون بالتجسس لإسرائيل» 28600 موضوع، وتحت عنوان مماثل عن إيباك 119 ألف موضوع. «لوبيات» اسرائيل أوكار جواسيس ولاؤهم واحد ولإسرائيل، واليوم الحكومة الإسرائيلية من الوقاحة، أو النذالة، أن تطالب ادارة أوباما بتسليمها أخطر هؤلاء الجواسيس، وهو جوناثان بولارد، مقابل وقف الاستيطان شهرين. وأذكّر القارئ بأن بولارد كان محلل استخبارات في البحرية الأميركية فخان بلاده وسلّم اسرائيل حوالى ألف وثيقة سرية، بينها وثائق تكشف أسماء عملاء الولاياتالمتحدة في الاتحاد السوفياتي، فسلّمت اسرائيل الوثائق مقابل زيادة هجرة اليهود الروس اليها، وقتل السوفيات عملاء حليفة اسرائيل الأولى. وأريد أن تكون نهاية الحلقتين قاطعة، لذلك أريد من القارئ أن يقارن بين أوكار الجواسيس الذين يدافعون عن احتلال مجرم لدولة فيها 35 قانوناً للتمييز العنصري ضد فلسطينيي 1948 أصحاب البلد، وبين الكنيسة المنهجية الأميركية، وهي كنيسة بروتستانتية تضم حوالى ثمانية ملايين عضو، فهي في اجتماعها السنوي في منيسوتا الشهر الماضي دعت أعضاءها للصلاة من أجل السلام والعدالة للفلسطينيين، واطلقت موقعاً الكترونياً يدعو الى ذلك. وهكذا، فعندنا لوبي متطرف بعد لوبي أكثر تطرفاً يدافع عن الجريمة، وكنيسة أميركية لا كنيسة عربية أو طائفة مسلمة تطلب العدالة، ولا وجه للمقارنة بين الاثنين، فلا أقارن. [email protected]