برلين، باريس، واشنطن - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أعلنت وزارة النقل الألمانية أمس إن برلين ألغت تعليقاً لرحلات الركاب الآتية من اليمن، لكنها أبقت الحظر سارياً على الشحن الجوي، وعلى نقل البضائع على متن طائرات الركاب المفروض منذ العثور على طردين ناسفين أرسلا من هناك قبل أسبوعين. ودفع اكتشاف الطردين الناسفين، اللذين يشتبه في أن تنظيم «القاعدة» أرسلهما، حكومات وشركات وسلطات طيران حول العالم إلى مراجعة اجراءات الامن الخاصة بها. وفرضت بلدان غربية حظراً للرحلات الجوية القادمة من اليمن. واحتوى الطردان اللذان اكتشفا في بريطانيا ودبي على مواد ناسفة وكانا موجهين الى معبدين يهوديين في شيكاغو. وقالت ناطقة باسم الوزارة إنه سمح لطائرات الركاب بالطيران من اليمن ألى المانيا (اعتباراً من الساعة 1300 بالتوقيت العالمي أول من أمس). وأوردت مجلة «دير شبيغل» على موقعها الإلكتروني أن قرار رفع حظر رحلات طائرات الركاب اعقب تقريراً أمنياً جديداً من وزارة الداخلية التي أرسلت وفداً أمنياً إلى اليمن للتحقق من الاجراءات المتخذة في المطارات. على صعيد آخر، أحيل أربعة أشخاص اعتقلوا الاثنين والثلثاء الماضيين في اطار ملاحقة شبكات جهادية أفغانية، إلى غرفة مكافحة الإرهاب في محكمة الدرجة الأولى في باريس التي اصدرت قراراً بسجنهم، كما ذكرت مصادر قريبة من الملف اليل الجمعة - السبت. وأضافت هذه المصادر ان القاضي ايف جانييه أمر بسجنهم على ذمة التحقيق «لتشكيل جماعة من المخربين على علاقة بمجموعة إرهابية». وكانت الاستخبارات الداخلية الفرنسية اعتقلت خمسة أشخاص في باريس ومطار رواسي شارل ديغول، يشتبه في انتمائهم الى شبكات مقاتلين إسلاميين تلقوا تدريباً في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية - الأفغانية. وأفادت مصادر متطابقة أن شخصين يشتبه بهما اعتقلا مساء الاثنين في مطار رواسي فور نزولهما من طائرة قادمة من مصر وكانا عائدين من المناطق القبلية، فيما اوقف الثلاثة الآخرون في الضاحية الباريسية الثلثاء. وقال مدير الاستخبارات الداخلية برنار سكوارسيني إن الأمر يتعلق ب «اعتقالات مهمة في إطار تهديد جهاديين عائدين من المنطقة الباكستانية - الأفغانية وتهديد اغتيال إمام مسجد باريس دليل بوبكر»، الذي يحظى منذ الصيف الماضي بحماية لصيقة. والشخص الخامس المعتقل هو امرأة أفرج عنها الخميس. وكشف مصدر الثلثاء أن الشبان الخمسة الذين اعتقلوا هم فرنسيون من أصل جزائري ويعتبرون «مهمين في إطار التهديد الشامل (ضد فرنسا) تم توجيهه أخيراً». وزاد أنه يشتبه بأنهم جزء من شبكات لاشخاص مرشحين للجهاد دربوا في المناطق القبلية في غرب باكستان، على الحدود الأفغانية، حيث تقاتل حركة «طالبان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة». وأوضح مصدر قضائي أن هذه الاعتقالات حصلت في إطار قرار صادر عن قاض متخصص بملف الارهاب. وفي واشنطن، أعلن مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن خالد الشيخ محمد الذي قال انه العقل المدبّر لهجمات 11 أيلول (سبتمبر)، قد يبقى في الاعتقال من دون محاكمة في المستقبل المنظور ربما الى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين قولهم ان الإدارة خلصت إلى أنه لا يمكنها إخضاع محمد للمحاكمة في محكمة فيديرالية بسبب معارضة نواب في الكونغرس، ولأن الدعم الداخلي لإجراء محاكمة عسكرية في معسكر غوانتانامو ضئيل وستثير غضب الليبراليين. وأكدت الإدارة الأميركية أن في إمكانها أن تحتجز محمد والمتهمين الآخرين من «القاعدة» بموجب قوانين الحرب. وهو مبدأ دعمته المحاكم حين تحدّى معتقلو غوانتانامو اعتقالهم. وقال مسؤولون رفيعو المستوى أن البيت الأبيض أوضح أن محاكمة محمد والمتهمين الأربعة الآخرين في هجمات «11 أيلول» لا تزال مطروحة، إلاّ أنهم أكدوا ان المحاكمة غير ممكنة قبل الانتخابات الرئاسية وحتى يومها ستحتاج إلى جو سياسي مختلف.