اتهم القيادي في حركة «فتح»، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد حركة «حماس» بعدم وجود «قرار لديها من أجل توقيع الورقة المصرية التي تم الاتفاق عليها في القاهرة في شباط (فبراير) العام الماضي»، وشدد على أن جلسات الحوار التي عقدت في دمشق أخيرا كشفت أن الحركة «غير جاهزة لمناقشة ملاحظاتها على الملف الأمني». وكان مسؤول العلاقات الخارجية في «حماس» أسامة حمدان رفض اتهامات «فتح» بأن حركته «تعطل التوصل إلى اتفاق مصالحة»، لكنه لم ينف وجود خلاف معها على الملف الأمني. وأوضح الأحمد في كلمة له في مهرجان حاشد أقيم مساء اول من امس للمرة الأولى في مخيم اليرموك (جنوبدمشق) لمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات وغابت عنه حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»: «عندما طالبوا بإضافة كلمة توافق التي هي موجودة فعلا في الورقة المصرية وفقاً لما طلبته حماس نفسها، عادوا وطلبوا إضافة ملحق أو مرفق أو مرجعية، إلا أن وفد فتح رفض تلك الاقتراحات». وأكد «أن الورقة الوحيدة التي سيجرى التوقيع عليها هي الورقة المصرية فقط». وقال الأحمد أمام حشد كبير لأنصار «فتح»: «هناك قرار مسبق بألا يتم الاتفاق، وليس لدى «حماس» ملاحظة واحدة سوى التي طرحت والموجودة في الورقة المصرية والمتعلقة بتشكيل اللجنة الأمنية التي وضعها المصريون في الورقة تحت عنوان كلمة التوافق». وأوضح: «بحثنا في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي لنكمل ما بدأناه ولنتفق على ملاحظات حماس في شأن عدد من النقاط الأمنية للتوقيع على الورقة المصرية من دون تعديل أو تغيير أو إضافة لأي ملاحق أو مرجعيات». وكشف ان «فتح عند توقيعها على الورقة المصرية تعرضت الى ضغوط أميركية، وانه شخصياً كلّف من الرئيس (محمود عباس) أبو مازن التوقيع على الورقة المصرية رغم اعتراضه على ذلك»، لافتاً إلى «أن المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل طلب من عباس عدم توقيع الورقة المصرية وهدده بأن الكونغرس سيفعل فيه كما فعل مع عرفات إذا تم التوقيع، إلا أن أبو مازن رفض ذلك». واضاف: «لن يكون لفلسطين إلا حكومة واحدة ووطن واحد وقانون واحد». وأعرب عن أمله في أن يكون اللقاء المقبل «اللقاء الأخير (مع حماس) للتوقيع على الورقة المصرية ليس بهدف التوقيع فقط وإنما بداية لإنهاء الانقسام». وكان لافتاً حضور مسؤول الخارج في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر الطاهر، علماً ان الجبهة كانت أعلنت تجميد عضويتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ودعا الأحمد الفصائل الفلسطينية المعارضة في دمشق إلى دعم الرئيس الفلسطيني الرافض للمفاوضات مع إسرائيل وتعزيز الوحدة الوطنية لتطوير النضال والانتقال الى أساليب أكثر تأثيراً في العمل النضال. وقال نائب الأمين العام ل «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، ممثل الفصائل الفلسطينية في المهرجان طلال ناجي: «نؤيد وندعم الحوار بين «فتح» و»حماس» ونعمل لأجل الوصول إلى الوحدة الوطنية لأننا من دونها لن نستطيع تحقيق النصر». وطالب عضو القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي سامي قنديل «فتح» و«حماس» بإنهاء الانقسام وإنجاح المصالحة على أساس إعلان القاهرة 2005 وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني وعدم الانصياع للضغوط الخارجية وعلى رأسها الضغط الأميركي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الفصائل.