في تطور لافت، تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن «دولة فلسطينية»، وان كان بتحفظ، مؤكدا في الوقت نفسه تمسكه بتوسيع المستوطنات القائمة ومواصلة البناء في القدس. تزامن ذلك مع تشديد الرئيس بشار الاسد خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اهمية «التحضير الجيد» لمؤتمر السلام الذي تنوي موسكو استضافته في الفترة المقبلة و «تحديد الغاية» من عقده، اضافة الى «الوقوف على مدى التزام اسرائيل أسس تحقيق السلام العادل والشامل»، في حين أمل لافروف خلال لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في تشكيل وفد موحد من «فتح» و «حماس» الى المؤتمر الدولي. وخلال الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية امس، اشار نتانياهو للمرة الاولى منذ انتخابه الى «دولة فلسطينية»، اذ نُقل عنه قوله: «من الواضح ان لدينا بالتأكيد بعض التحفظات في ما يتعلق بدولة فلسطينية ضمن اتفاق على الوضع النهائي»، مضيفا: «تم التعبير بوضوح عن كل ذلك امام الرئيس (باراك اوباما) في واشنطن». وفي تحد للادارة الاميركية في موضوع الاستيطان، اعلن نتانياهو تمسكه بتوسيع المستوطنات القائمة من دون ان يبني مستوطنات جديدة. واكد انه سيواصل البناء في القدس، مضيفاً انه اكد امام محاورية في واشنطن ان «القدس ليست مستوطنة». من جانبه، اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان رفضه الانسحاب الى حدود العام 1967 على اعتبار ان ذلك لن يضمن لاسرائيل السلام او الامن. وفي اطار رفضه اي مبادرة سلام اميركية جديدة، اكد ليبرمان تمسكه ب «خريطة الطريق» الدولية التي «تضمن مصالح اسرائيل»، وتتضمن عشرات البنود من الاستحقاقات على الفلسطينيين و «سننتظرهم حتى ينفذوها». وعكست تصريحات اركان الحكومة الاسرائيلية امس اجواء من التحدي للادارة الاميركية الجديدة، خصوصا في موضوع الاستيطان، كما عكست رفضحا صريحا لضغوط و «املاءات» اميركية في ما يتعلق بعملية السلام على المسار الفلسطيني. رغم ذلك، اعلن وزير الدفاع ايهود باراك عزمه ازالة 22 بؤرة استيطانية عشوائية (من بين مئة بؤرة) سواء بالتفاهم مع قادة المستوطنين او بالقوة، وسط انباء عن دعم نتانياهو لموقفه، خصوصا في ضوء زيارة الرئيس باراك اوباما الوشيكة لمصر. وفي دمشق، شدد الرئيس الاسد خلال لقائه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى على ضرورة ان «يتمسك العرب جميعا بحقوقهم ومواقفهم وعدم تجزئتها تحت عناوين بادرات وإشارات حسن نية، خصوصا ان العرب عبروا مراراً عن مثولهم للمرجعيات الدولية وبقيت إسرائيل الوحيدة التي ترفض هذه المرجعيات». وكان الاسد اجرى امس عددا من اللقاءات مع المشاركين في اجتماع وزراء خارجية «منظمة المؤتمر الاسلامي» الذي يختتم اليوم، اذ تسلم «رسالة خطية» من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تتناول العلاقات الثنائية والاوضاع في الشرق الاوسط، كما اكد لافروف للجانب السوري «اهتمام روسيا بتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط على أساس المرجعيات الدولية ذات الصلة». وكان موضوع مؤتمر موسكو والحوار الفلسطيني موضوع بحث بين مشعل وكل من لافروف ووزير الخارجية التركي احمد داود اغلو لتأكيد «الدعم لإنجاح الحوار». ونقلت مصادر فلسطينية عن مشعل قوله ان الحوار يواجه «عقبتين: الاولى فرض الشروط الخارجية، والثانية تعامل البعض مع الحوار في شكل مجتزأ بتناول الوضع في غزة مع استمرار الاستفراد في الضفة الغربية»، مشيرا الى ان الحركة تطالب بحل «رزمة كاملة» تشمل الضفة والقطاع.