كل الذين هلّلوا وكبّروا لما أعلن رئيس نادي النصر فيصل بن تركي فك الارتباط بين الأصفرين، وأن النصر مستقل بشخصيته وإدارته وإرادته. هل يعقل أنهم جميعاً سذج لدرجة ألا يعرفون أن تلك إدانة قوية وطعنة نجلاء في صميم ماضي ناديهم الملطخ بالنتائج الكوارثية من الاتحاد (5 و6)، وأنها لم تكن لتحدث لولا تواطؤ نصراوي مقصود مع سبق الإصرار والغاية حتماً لن تكون غير الهلال وعرقلته فقط لأنه منافس الاتحاد الوحيد. صراحة اعتبر هذا التصريح فضيحة ووصمة عار حتى لو حاولوا الترقيع أو التبرير. أن تفتح الشباك النصراوية على مدى السنوات الماضية، وتتخم بالأهداف الاتحادية في الطالعة والنازلة، لوجود تحالف واتحاد وولاء مشترك بين الناديين، وأن يعبث بسمعة النادي هو اتهام لجميع إدارات النصر السابقة بأنها ألغت شخصية الفريق، وتركت الاتحاد يمسح بها الأرض في كل لقاء، كما أن لاعبي تلك المرحلة أيضاً متهمون بالخنوع والاستكانة لرغبات مجنونة أبقت الفريق في دوامة خسائر اتحادية كبيرة كرهاً في معاوية الهلالي ليس إلا. ويبدو أن بوادر التمرد النصراوي لم تظهر إلا الموسم السابق، عندما رفع النصراويون رؤوسهم ليقولوا لا بعد أن تغيّر جلد الفريق الانهزامي بتولي فيصل بن تركي للفريق، وهو ما أثار حفيظة لاعبي الاتحاد الذين اعتادوا على الخنوع النصراوي، فكان الشد العصبي هو الطاغي على أداء الفريق كلما قابل النصر، أما الماركة الاتحادية المتعمدة الخشونة، فظهرت في أبشع صورها عندما انقض أسامة المولد كالأسامة على السهلاوي وكاد ينهيه. وعادت أيضاً تلقي بظلالها على مباراة الرياض الأخيرة، عندما كان كل لاعب يقصد اللاعب قبل الكرة، وإن جاراهم لاعبو النصر في بعض الفترات، لكن الحقيقة تقول إن الاتحاد أمام النصر صار أكثر عصبية، وان لاعبيه أشد خشونة وانفلات أعصاب، ربما لأنهم لم يعتادوا من لاعبي النصر إلا الخضوع المبرمج، أليسا (الأصفرين)؟ والكبير عادة لا بد أن يحظى باحترام وتقدير الصغير، وتقديمه للكثير من التنازلات لأجل أخيه. أما الذين شطح بهم الموقف إلى أن هناك من تضايقه عودة النصر القوية، فهم للأسف من سيعيد النصر للدائرة ذاتها، لأن النصر حتى الآن لم يحقق بطولة أو يتصدر وبفارق كبير، كل المسألة تعادل... يعني (على هونكم). [email protected]