أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان أحكاماً تراوحت بين المؤبد والحبس لسنوات بمجموعة من اللبنانيين والعرب دينوا ب «الانتماء الى تنظيم مسلح والقيام بأعمال إرهابية في منطقة شمال لبنان ونقل إرهابيين الى بناية الشهال في طرابلس وتزويدهم بالأسلحة التي استعملت في عمليات قتل عسكريين وحيازة عدد منهم أسلحة ومتفجرات ومساعدة مجرمين على التواري وذلك قبل بدء الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام» في نهر البارد والشمال عام 2007». وشملت الأحكام 54 شخصاً بينهم 3 سعوديين وفلسطينيون وسوريون ولبنانيون، ودانت المحكمة 23 متهماً من الفارين بالأشغال الشاقة المؤبدة ومن أبرزهم السعودي عبد الرحمن يحيى عبدالعزيز اليحيى الملقب ب «طلحة» والشيخ عمر بكري فستق. وتراوحت العقوبة بحق الآخرين بين السجن ثلاثة أشهر والسجن 7 سنوات، وجرمت بالعقوبة الأخيرة الموقوفين السعودي محمد صالح السويد واللبناني نبيل رحيم. وأبطلت المحكمة العسكرية التعقبات بحق السعودي عبدالله بيشي لسبق ملاحقته في ملف أحداث نهر البارد، كما أبطلت التعقبات بحق آخرين للسبب نفسه ومن بينهم الموقوف السوري هاني السنكري الذي أفاد خلال جلسة المحاكمة انه ليس هو صهر شاكر العبسي كما أشيع في السابق. وأعلنت المحكمة براءة متهم واحد من الجرائم المسندة إليه لعدم الدليل. وكانت أطلقت على هذه المجموعة تسمية «الموقوفين الإسلاميين» الذين ألفوا في ما بينهم 8 مجموعات وأخضعوا لتدريبات عسكرية بعد صدور فتوى عن أيمن الظاهري وبدأوا الإعداد لإقامة إمارة إسلامية انطلاقاً من الشمال وكان هدف هذه المجموعات بعد دمجها بتنظيمي «فتح الإسلام» و «عصبة الأنصار» إيجاد «أرضية قوية لتنظيم القاعدة». وأكد الشيخ بكري المحكوم غياباً بالسجن المؤبد، في تصريح لوكالة «فرانس برس» من منزله في محلة ابي سمرا في طرابلس، «انه بريء ولن يسلّم نفسه». وقال: «انا بريء، ولن اقبل بأن أُسجن يوماً واحداً»، مضيفاً ان «لدي 15 يوماً لاستئناف الحكم». وتابع: «أنا لا أسلّم نفسي لأي محكمة لأنني لا أؤمن بالقانون في بريطانيا ولا في لبنان. ان قبضوا علي فهم أحرار، لكنني لن أذهب بقدمي الى المحكمة». وقال: «أنا ضد القانون الوضعي، فاذا ارادوا ان يحاكموني، ليفعلوا في محكمة شرعية اسلامية خصوصا ان التهمة الموجهة الي انني من دعاة الفكر، فهل هم ضد الحرية؟». كما نفى بكري (50 عاماً) ارتباطه بتنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن. وقال: «لا علاقة لي بتنظيم القاعدة لا من قريب ولا من بعيد سوى انني انتمي الى الفكر الذي ينتمي اليه». وأكد ان أي حكم لم يصدر في حقه في بريطانيا، وقال: «كل ما حصل انني واجهت ضجة اعلامية نتيجة مناصرتي ل«حزب الله» وحركة «حماس» والمقاومة في افغانستان»، مصنفاً نفسه بأنه «مقاوم».