تولّد عمليات بيع وشراء الأغنام التي تسبق عيد الأضحى المبارك، حركة ساخنة في أسواق منطقة جازان، إلا أنها لا تكفي لطرد مخاوف التجار من السرقات المنظمة التي تستهدف ماشيتهم في هذه الفترة من كل عام، ما حدا ببعضهم إلى إعلان حالات الطوارئ لحماية أغنامهم، بدفع مبالغ إضافية نظير حراستها من عصابات السطو على الحظائر، أو القيام بذلك بأنفسهم، خصوصاً أنهم لا يجدون لها أثراً حتى ولو أبلغوا الجهات الأمنية. وذكر أحد أصحاب أحواش الغنم (أبو طارق)، أنه يحرس أغنامه بشكل يومي ومتتابع خلال أسبوع ما قبل العيد، سواء في الحظيرة أو في طريقها للسوق، لأنه الموسم الذي تتضاعف فيه السرقات، وهو أيضاً الذي يعتمد عليه في تعويض خسائره من الشعير والعلف، وقال: «أغنامي حصيلة وعناء عاماً كاملاً، وليس من العدل أن أتركها للصوص، ولا أطمئن عليها من السرقة حتى أسلمها للمشتري بنفسي، إذ تعلمت درساً بعدما تعرضت أفضل أغنامي للسرقة قبل العيد الماضي بثلاثة أيام». وأضاف أنه لا يوجد من يعيد لي أغنامه المسروقة، فكل من سرقت أغنامهم أبلغوا الشرطة، ولكن من دون فائدة، وكأن الأرض تبتلعها، ولهذا السبب يكون كل أصحاب الغنم في المنطقة في حال طوارئ وحراسات مكثفة، خوفاً من الخسارة ومباغتة اللصوص، فنحن نفضل البيع بخسارة قبل أن تسرق أغنامنا في وضح النهار، مشيراً إلى أنهم يتتبعون أيام السوق المخصصة لكل محافظة، من أجل معرفة الأسعار وحجم العرض والطلب، من خلال تجمع المشترين قبل العيد بخمسة أيام. وأشارت فاطمة علي الى أنها تنتظر شهر الحج من كل عام لتبيع ما تربيه في بيتها من أغنام، وأن المشترين لا يمانعون من السعر بل يشترون بمجرد دخولهم السوق من دون مفاوضة على السعر، لافتة إلى أنهم يتوقعون ارتفاع أسعار الغنم بسبب زيادة الطلب على الغنم. ولفت أحد المشترين إبراهيم حكمي إلى أنه بعد تجول في أسواق الغنم المحلية على مدار الأسبوع، لم يجد ذبيحة بسعر مناسب، بسبب وجود تجار يشترون بسعر الجملة، ويصدرون الأضاحي إلى المنطقة الشمالية، لتباع هناك بسعر مضاعف، مشيراً إلى أن هذا انعكس سلباً على أبناء المنطقة، وأجبرهم على الشراء بالسعر الذي يحدده التاجر، ما شكل ضغطاً على موازنة بعض الأسر التي يضمها بيت واحد، وتسبب في تقليص الأضاحي للاكتفاء بأضحية واحدة.