قصفت مروحيات عراقية، اليوم (الأحد)، موكباً مؤلفاً من ثماني شاحنات صهاريج، داخل الأراضي السورية، كانت تحاول نقل وقود إلى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في محافظة الأنبار، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية. وأوضح العميد سعد معن، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن "مروحيات الجيش ضربت، في وقت مبكر من صباح اليوم، ثمانية صهاريج وقود، في وادي الصواب في البوكمال، داخل سورية (شرق)، كانت تحاول الدخول إلى الأراضي العراقية". وأضاف أن "ثمانية أشخاص، على الأقل، قُتلوا في هذه العملية، هم الأشخاص الذين كانوا يقودون الصهاريج، ويحاولون نقل الوقود"، إلى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في محافظة الأنبار، المضطربة، غرب العراق. ويقع وادي الصواب، قرب مدينة البوكمال السورية، التي لها معبر حدودي مع مدينة القائم العراقية (340 كلم غرب بغداد)، ويسيطر عليه مسلحون معارضون للنظام السوري. وهذه المرة الأولى التي يُعلن فيها العراق قصف موكب داخل سورية. وأكد معن أنه "لم يكن هناك من تنسيق مع النظام السوري. مسؤوليتنا اليوم هي حماية حدودنا، والحدود من الجانب الآخر، لأنه ليس هناك من حماية من الجانب الآخر". وأكد مصدر أمني عراقي رفيع، وآخر من قوات الجزيرة والبادية، لقناة "بي بي سي"، أن "مروحيات عسكرية عراقية قصفت ودمرت رتلاً لشاحنات تحمل وقوداً، وأخرى ترافقها تقلّ مسلحين من داعش، داخل الأراضي السورية". وأضاف المتحدث أن "معلومات استخبارية كشفت عن أن القافلة كانت متوجهة إلى محافظة الأنبار، وتنوي تزويد مسلحي القاعدة بالوقود". ويأتي الهجوم قبل 3 أيام من إجراء أول انتخابات تشريعية، منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق، في عام 2011. وكانت "داعش"، التي تبنّت هجمات عدة في الآونة الأخيرة، تسيطر على أجزاء من محافظة الأنبار، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. يُذكر أن أجزاء من محافظة الأنبار، التي يغلب على سكانها السنّة، لن تُنظَّم فيها انتخابات، إذ لا تزال قوات الأمن العراقية تخوض معارك ضد مقاتلين إسلاميين، من أجل السيطرة على الرمادي والفلوجة. وينقسم السياسيون العراقيون في موقفهم من أحداث سورية، لكن الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة تتبنى في العلن موقفاً محايداً من النزاع هناك، وتدعو إلى حلّ سياسي، رافضة تسليح المعارضين للاسد.